عبد الرحمن فهمى
ليست علاقة قوية بين بلدين بل توأمة بين أخين
لا البترول ولا الدولارات ولا الريالات ولا أي شيء في الدنيا يفرق بين مصر والسعودية.. العلاقة ليست بين بلدين هي علاقة بين أخين أو قل توأمين منذ استقر حكم الملك عبدالعزيز آل سعود بعد تحرير أرض الحجاز والعلاقة بين التوأمين علاقة ابدية غير عادية.. الملك عبدالعزيز يطلب من الملك فاروق ارسال يخت المحروسة ليزور مصر لأن الملك عبدالعزيز لا يستطيع ركوب الطائرات لأنه فقد أحد ساقيه في حرب التحرير فيرسل له الملك فاروق اليخت وينتظره في السويس.. يطلب الملك عبدالعزيز ان تحمي مصر جزيرتين سعوديتين في البحر الأحمر بعد ان احتلتها بعض العصابات الصهيونية عام 1948 فترسل مصر الجيش والبوليس إلي الجزيرتين قبل ان يقبل ليل نفس اليوم ويوقع مع السعودية اتفاقية حماية للجزيرتين بدون مقابل وارجاعهما عندما تطلب السعودية ذلك.
وتدور الايام ويسأل صحفي اجنبي الرئيس السيسي يوم توليه السلطة عن موقف مصر عندما يتم اعتداء علي دول الخليج والسعودية علي رأسها يرد السيسي بكلمتين "مسافة السكة" تماما مثلما فعلنا مع الملك عبدالعزيز وظلت العلاقة بين الشقيقين ذهابا وايابا لا وقت الحج فقط ولا أيام العمرة.. كانت البواخر ذهابا وايابا طوال العام.. كل يوم وربما كل ساعة تحمل المهندسين ومواد البناء والعمال لبناء "التكية المصرية" بيوت لكل من يريد الطعام أو الايواء أو أي شيء.. بيوت مجانية لكل البشر هم أهل البلد التي ولد فيها ومات فيها ودفن فيها سيدالخلق اجمعين خاتم الرسل والانبياء صاحب الشفاعة يوم الدين.. بيوت عديدة في كل المدن وبواخر لتبني المدارس والمدرسين والكتب والكراريس.. طول عمر كل المصريين يعشقون تراب السعودية الذي مشي فوقه الرسول صلي الله عليه وسلم والسماء التي استظل بها المصطفي سيد الخلق اجمعين صلي الله عليه وسلم.. علاقة روحية قلبية لشعب كل جيناته تسبح بحمد الله العلي العظيم.. وهل نسينا المحمل الذي كان يحمل كسوة الكعبة كل عام.
عشق من نوع ابدي ازلي لا تجدي معه اية فيروسات عدائية.. اذكر في عام ما قررت الدولة منع الحج هذا العام.. سافر آلاف مؤلفة إلي الأردن وأخذوا مئات الاتوبيسات إلي تبوك علي حدود المملكة وتم السماح لهم بالحج دون تأشيرات.. سألت الحاج الطحاوي رحمه الله عضو دائم بمجلس ادارة الزمالك عن هذه المغامرة فقال لي:
- تأكد انا وكل هؤلاء الذين سافروا إذا لم يكن قد أدوا فريضة الحج كما يفعلون كل عام تأكد ان معظمهم كان سيموت بالسكنة القلبية.
لا هل تقل لي ان علاقة مصر بالسعودية علاقة اخوة عادية.. ألا تري ماذا يفعل المصريون حول اضرحة احفاد الرسول وعباد الله الصالحين.. ألا تري اقبال الشعب من اسوان إلي مرسي مطروح حول مسجدي سيدنا الحسين والسيدة زينب احفاظ الرسول صلي الله عليه وسلم.
***
هذا الاسبوع فقط اصدر الكونجرس الأمريكي قانون "جاستا" المشبوه المقصود به السعودية.. فمن من الدول كان رد فعله للدفاع عن دولة عربية مهبط الحرمين مثل رد فعل مصر واجتماع مجلس الأمن القومي بعد ساعات ويقرر الدفاع عن أي مساس بأية دولة عربية وعدد من الصحف الكبري المانشيت الكبير "لن نترك السعودية وحدها" مع المطالبة بعقد اجتماع لجامعة الدول العربية علي مستوي القمة والشيخ الطيب يدعو اكبر جمعيات إسلامية.. من فعل شيئا من هذا غير مصر.
***
علي العموم.. اطمئنوا.. ما يربط السعودية بمصر رباط أبدي أزلي لن يفصمه أي شيء في الوجود.. بإذن الله.