الوطن
ياسر مشالى
بلاغ للرقابة الإدارية
عندما قرر الشيخ زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الشقيقة، إهداء مصر مدينة حديثة تحمل اسمه مطلع التسعينات، وتكون نسخة مصغرة من العاصمة أبوظبى، أراد أن تكون هديته خالصة لشباب مصر، فتبرع بثمن الأرض وتكلفة التخطيط العمرانى وبناء الوحدات السكنية بل وتجهيزها بالكامل، وما زال أبناء الشيخ زايد يخصصون منحاً بملايين الجنيهات للإنفاق على المدينة حتى الآن، لكن بمرور الوقت، تسلل الإهمال إلى المدينة الوليدة ليهدد بتحويلها إلى عشوائية جديدة تضاف إلى عشوائيات القاهرة الكبرى.

انتبه سكان مدينة زايد مؤخراً، إلى تسارع وتيرة الزحف العشوائى على مدينتهم الهادئة، فكل يوم يصحو سكان حى من أحياء المدينة، ليجدوا الشوارع المرصوفة حديثاً وقد تحولت إلى بؤر للانهيارات الأرضية، أو إلى خنادق وحفر عميقة تصطاد المارة والسيارات دون سابق إنذار، بخلاف العيوب الخطيرة فى بعض الطرق التى أنشئت حديثاً، وتلال الردم التى تملأ جنبات كل الأحياء دون استثناء، بالبحث والتحرى وبعد مئات الشكاوى المكتوبة والشفهية لرئيس جهاز المدينة جمال طلعت، بخلاف الاستغاثات المنشورة فى الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، اكتشف السكان أن شبهة فساد كبير بملايين الجنيهات وراء تدهور أحوال المدينة الجديدة.

ومؤخراً، اشتكى لى عدد كبير من أهالى «زايد» بصفتى أحد سكان المدينة، فقلت لهم: لا حل إلا ببلاغ لهيئة الرقابة الإدارية، فمهمة رجالها حفظ حقوق الوطن ولا يخافون فى ذلك لومة لائم، وهم قادرون على تتبع هذه الشبكة وتقديم المتورطين فى إهدار المال العام إلى العدالة.

بدأت قصة شبهات الفساد التى تحوم حول مشروعات الطرق الخاصة بمدينة الشيخ زايد، عندما لاحظ الكثيرون عيوباً فنية خطيرة فى طريق المحور المركزى الجديد المعروف بـ«طريق سعودى»، وهو يبدأ من مدخل المدينة الثانى حيث يقف تمثال للراحل الشيخ الشيخ زايد رحمه الله، وينتهى عند الحى السادس عشر، هذه العيوب تمثلت فى أخطاء واضحة فى تصميم الطريق عند الدورانات تهدد باصطدام السيارات المقبلة من الطرق الفرعية، وكذلك انهيارات أرضية فى عدة أماكن بالطريق خاصة حول بالوعات الصرف الصحى، وعندما ذهب أحد السكان ليشكو لرئيس الجهاز هذه العيوب الصارخة، رد عليه بأن أساتذة من كلية الهندسة بجامعة القاهرة أشرفوا على هذا الطريق، وبعد أسابيع فوجئ الجميع بمعدات على قطعة أرض بجانب الطريق وعليها لافتة ضخمة تقول «مشروع تعديل وتطوير دورانات المحور المركزى»، وتبين أن المقاول الذى نفذ المحور المركزى شركة تدعى المقاولات العمومية «فوزى عبده وشركاه»، أُشهرت بهذا الاسم فى يونيو 2009، الخطير فى الأمر أن هذه الشركة نفسها بهذا الأداء تتمتع بثقة المسئولين فى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وحسب موقعها الإلكترونى تنفذ الشركة أعمال الطرق الدائرية والداخلية لمدن الشيخ زايد و6 أكتوبر وقنا الجديدة بقيمة 30 مليون جنيه، ولديها مشروعات فى بند واحد فقط وهو أعمال الطرق والتسويات بقيمة 673.5 مليون جنيه، أكثر من نصفها مسندة من جهات حكومية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف