المساء
يسرى حسان
الخيار الأسهل!
ولو سألتني عن قرض صندوق النقد الدولي. سأقول لك يغور في ستين داهية. ولدينا البدائل لو كنا نريد. نعم القرض معناه شهادة ثقة في قدرة الاقتصاد المصري علي التعافي. لكن البدائل موجودة وطرحها خبراء ومفكرون. لكننا نفضل الاستماع إلي السكرتارية الذين لا يعرفون شيئا اسمه المناقشة ولا يجيبون إلا بعبارة واحدة "تمام يا فندم".. بينما نصم آذاننا عن سماع رأي الناس إللي بجد.. وربما اتهمناهم بأنهم عملاء ومتآمرون!
طيب.. دعك من البدائل. وبما انك سوف تستجيب لكل طلبات وتعليمات وأوامر الصندوق. وهي طلبات سيدفع ثمنها أغلب أبناء الشعب المصري. فما الذي لديك. في ظرفك الصعب هذا. لتقدمه لهؤلاء الناس حتي يهدأوا وتستطيع عبور عنق الزجاجة بسلام؟
في ظني انه لا شيء سيمكن تقديمه إلي الناس. الأسعار سترتفع أكثر. والمعاناة ستزداد أكثر. والاحتقان سيبلغ مداه. "والمتربصون" لن يكفوا عن التحريض استغلالا للموقف الصعب.. والناس يرفعون شعار "عض قلبي ولا تعض رغيفي". وحتي الرغيف نفسه لم يعد موجودا.
وحتي يقضي الله أمرا كان مفعولا وتتنعش الأحوال. فإن الشيء الوحيد الذي يمكنك تقديمه. وأظنه سيعمل علي تهدئة الناس وطمأنتهم. ولو إلي حين. هو أن تقضي علي الفساد المتفشي في طول البلاد وعرضها.
يوميا تنشر وسائل الإعلام. وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي. وقائع فساد صارخة. بالوثائق والمستندات. وينتظر الناس أن يحدث تحرك ثم لا يحدث أي شيء. فيزداد احتقانهم وحنقهم وكفرهم بكل شيء... فما الذي تنتظره الدولة حتي تتحرك؟
الدولة كأنها لا تري ولا تسمع ولا حتي تتكلم. فلا أحد يخرج علينا لينفي صحة ما تنشره وسائل الإعلام من وثائق تؤكد أن هناك فسادا بلغ حدا لم تشهده البلاد من قبل. أو يقول للناس إنه تم إحالة هذه المستندات إلي جهات التحقيق.. فيشعر الناس باليأس ويزداد احتقانهم وحنقهم.
ضرب الفساد وأركانه. فضلا عن انه سيطمئن الناس. ولو إلي حين. سيوفر مليارات الجنيهات المهدرة. وسوف يعيد إلي مؤسسات الدولة انضباطها وقدرتها علي الفعل الحقيقي الذي سيصب في صالح البلاد والعباد.
ضرب الفساد معناه عودة الانضباط إلي مصر في كل شئونها. وساعتها ستعود السياحة. ويعود المستثمرون وتتدفق العملات الصعبة. ويتحسن الانتاج.. ضرب الفساد هو الخيار الأسهل والأقل كلفة. فما الذي يمنع التنفيذ العاجل والحاسم والسريع؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف