الأهرام
عبد العظيم الباسل
مصر والسعودية.. للود قضية
ما يحدث من قبل بعض وسائل الإعلام من تراشق يؤدي لتوسيع فجوة الخلاف بين مصر والسعودية لا ينبغي حدوثه، بين دولتين كبيرتين مسئولتين عن لم الشمل العربي وقيادة الأمة العربية فى الظروف الصعبة التي تمر بها الآن. ولا أحد يستطيع أن ينكر العلاقة التاريخية التى تربط بين مصر والسعودية والتي تعود إلى زمن بعيد بجذور عميقة، لذلك فإن اختلاف الرؤى بين الدولتين حول قضية ما لا ينبغي أن نصنع منه أزمة تنال من وحدة الدولتين وتباعد المسافات بينهم وينبغي أن نأخذ قرار شركة أرامكو بوقف إمداد مصر بالوقود خلال شهر أكتوبر فى سياقه الطبيعي لأسباب تتعلق بالشركة ذاتها، كما يجب على السعودية أن تتفهم موقف مصر لتصويتها لصالح القرار الروسي بشأن سوريا فى إطار السيادة الوطنية واستقلال القرار المصري ولمصر رؤيتها الخاصة بشأن أمنها القومي لذلك على كل دولة أن تحترم إرادة الدولة الأخرى وتتفهم الدوافع والأسباب. لأنه وكما يقال أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، فمن ينسى المواقف الإيجابية للسعودية منذ حرب أكتوبر 1973 وحتى الآن ومن ينسى أيضا مواقف مصر الإيجابية إلى جانب دول الخليج والتأكيد على أن الأمن الخليجي لا ينفصم عن الأمن المصري. وإذا كانت مصر وهى هكذا الشقيقة الكبرى لكل العرب فمن واجبها ألا تتخلى عن السعودية فى هذا الوقت بالذات وهى تواجه القرصنة الأمريكية الممثلة جراء قانون (جاستا) الذي يضر بالدول العربية جميعا وفى المقابل على السعودية أن تدرك أنها أيضا الشقيقة الأقرب إلى مصر المساندة لها وسط المؤامرات المحيطة بها من كل اتجاه. ما يربط بين السعودية ومصر مصير واحد وعلى القيادات الحكيمة فى كل من البلدين أن تدعو إلى لقاء عاجل بين مسئولى السعودية ومصر للجلوس معا لتفويت الفرصة على هواة الفتنة لإحداث الوقيعة بين الشقيقين لأنه وكما يقال الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف