أعترف أن الغلاء يكوي الغلابة.. وجنون الأسعار يفترس محدودي الدخل.. وأن كل فئات الشعب تعاني.. رغم ذلك أقول لدعاة الخراب والذين ينادون بالنزول إلي الشوارع والميادين يوم 11/11: "مش نازل".
لن أنزل لأننا امتهنَّا مفهوم الثورة.. حولناها من طريق للبناء إلي أداة للتدمير.. الثورات تقوم لتحقيق أهداف وغايات لمصلحة الوطن. أما دعوة النزول يوم 11/11 فهي لصالح فصيل لا يهمه إلا تمزيق الوطن. والصعود علي جماجمنا إلي مقاعد السلطة.. ولذلك أقول لهم: "مش نازل".
هناك إنجازات تتحقق.. صحيح أنها لم تصل إلي مستوي طموحاتنا. ولكنها خطوة علي الطريق.. الغريب أنهم يغمضون العيون عن الإيجابيات. ويفتشون عن السلبيات. مثلما حدث في مساكن "غيط العنب" 1200 أسرة انتقلت إلي مصاف العيشة الآدمية.. لكنهم دُعاة الخراب. ركزوا فقط علي موضوع "الفكة".. لذلك أقول لهم بكل وضوح: "مش نازل".
الحكومة ضعيفة الأداء.. مهزوزة القرار.. لا تتبع استراتيجية واضحة. ودائماً تتحرك بعد فوات الأوان.. لكن الحكومة يمكن تغييرها. أما إسقاط النظام فهو كارثة لحاضرنا ومستقبلنا.. لذلك أقول لمن يتمنون سقوط النظام. أو حتي إحراجه بالدعوة إلي النزول يوم 11/11 "مش نازل".
الجيش يقوم بأدوار بطولية تتخطي أحياناً المهام المكلف بها.. وربما يكون ذلك الحل الأسرع. وليس الأصوب في بعض الحالات.. لكن أوضاع البلد لا تتحمل أي هزة.. ولذلك أقول لمن ينتقدون الجيش. ويدعون إلي النزول يوم 11/11 "مش نازل".
الفساد لا يزال يعشش في أركان الدولة.. لكن هناك جهوداً قوية لمواجهته وتقليصه.. المشكلة أن الفساد أصبح أسلوب حياة منذ أكثر من 30 عاماً. ولا يمكن تغييره في سنوات قليلة.. لكن هناك من يشعل شمعة في نفق الفساد المظلم. وإذا لبيت الدعوة يوم 11/11 سأكون واحداً ممن يقتلون أي أمل في مواجهة الفساد. لذلك.. "مش نازل".
الإرهاب يحاصرنا من كل مكان.. وكلما قطعنا له رأساً. تنبُت عشرات الرءوس.. يومياً لدينا شهداء وأبطال يضحون بحياتهم لمواجهة المتطرفين والإرهابيين.. وإذا استجبت لدعوة النزول يوم 11/11 أكون قد وقَّعت رسمياً علي وثيقة الاستسلام للإرهاب.. لذلك أقول وبأعلي صوتي: "مش نازل".