حمادة عجور
الاستقواء بالثروة مفهوم خاطيء
بعض الناس يبالغون في جمع المال واقتناء الثروات معتقدين ان ذلك أمانا وحصنا منيعا في مواجهة تصاريف الزمان. هذا الأمر ليس محموداً كله. ففي الإسلام من أحب أن يكون من ذوي الثراء المادي فلا بأس ولكن بشرط أن يكون علي ثقة بأن الأبقي والأصلح عند الله تعالي هو فعل الطيبات بهذا المال وتسخيره لأعمال الخير ووجوه الإعمار والإصلاح في المجتمع.
لقد فطرت النفس الانسانية علي سعادتها بحيازة المال واقتناء الثروة وذكر القرآن الكريم ان المال مع الولد يمثلان زينة الحياة الدنيا وبهجتها لكنه ختم بأن الأعمال الصالحة أفضل وأبقي من كل ذلك والمصطفي صلي الله عليه وسلم يقول: "عجيب أمر ابن آدم. يقول مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت".
وفي مواضع كثيرة حذر القرآن الكريم من الاستقواء بالمال. فقد يصد المال صاحبه الذي يستقوي به عن اتباع الخير وينسيه حق الفقراء فيه وربما يغريه بالفخر والتكبر والتعالي علي الناس معتمداً علي ثروته وماله باعتباره من أهل الجاه والثراء والمكانة الرفيعة وكأنه خلق من طينة تختلف عن الطينة التي خلق منها الناس وكثير من الآيات تحذر أمثال هؤلاء بأن الله تعالي هو الذي أمدهم بتلك الأموال ورزقهم الأولاد. لذا وجب عليهم أن يشكروه وإلا تعرضوا لعواقب وخيمة.
إن إمساك المال وعدم إنفاقه في سبيل الله وأعمال البرمجة علي صاحبه لأن صاحب المال سوف يسأل عنه "من أين اكتسبه وفيم أنفقه" والعجيب انه سوف يترك ماله كله ويحاسب عليه كله رغم انه قد آل إلي من بعده من أبنائه وورثته. فأين التعاقل يا أولي الألباب؟