جاحد كل من لايؤمن بأن برنامج ¢الخصخصة¢ والذي تم تطبيقه بشكل ¢غير وطني¢ يعد السبب الرئيسي فيما وصلنا اليه حيث تحولنا بسببه من شعب منتج زراعيا وصناعيا الي مستهلك ..ولاشك أن الادوات التي استخدمت لتنفيذ ¢مذبحة¢ المصانع والشركات لم تضع ضوابط تمنع التصرف فيما شيده الزعيم الرحل جمال عبد الناصر¢ من قلعة اقتصادية ..وهنا يثور السؤال هل تقنين بيع مكتسبات الشعب خطة ¢صهيو امريكية لتدمير الاقتصاد ونفذها رجال لاأعلم هل هم مصريون بالفعل أم غير ذلك؟
عموما. ان ¢الخصخصة¢ كانت بمثابة تفريغ للدولة من عمالها الذين شيدوا المصانع والبيوت والكباري الي غير ذلك كما منحت أيضا الضوء الاخضر للتحكم في سيكيولوجيات الشعب حيث نجحت في استلهام روح العداء بين طبقات ¢شعب وعمال طرف وأصحاب أعمال طرف أخر والاخير أيا كان ¢مستورد أو صاحب شركات انتاج لبان اوغيره من المنتجات غير الصحية ¢ أصبح كل مغزاه تحقيق مكسب ¢مستريح¢ دون النظر لبناء اقتصاد قوي يصلح ما أفسده رجال أقل ما يطلق عليهم ¢مخربون¢.
ولولا وعي جهاز الخدمات الوطنية للقوات المسلحة والذي قرأ المستقبل جيدا واستعد له بالتوسع في مشاريعه ليكون الجهاز التنفسي للشعب وقد ظهرت بصماته عقب أحداث 2011 ومستمرة في عطائه الذي لاينضب .. كما أن نجاح القيادة السياسية الان في درء ¢لعنة الخصخصة المستمكنة في الاستيراد¢ ورجاله الذين يقدمون الشعب قربانا لسياساتهم الدولارية لضاعت كل المعالم الاقتصادية.
ان التوسع في منافذ بيع المنتجات من خلال وزارة التموين بات أمرا لا مفر منه لمواجهة جشع التجار وأعتقد أن انشاء شوادر بكل شارع ومنطقة بجميع أنحاء الجمهورية أصبح ضروريا ويمكن الاستعانة بالشباب والفتيات بحيث تؤجر لهم الدولة هذه الشوادر وتمدهم بالمنتجات مع الزامهم بتسعيرة موحدة واجبارية مع فرض رقابة لصيقة عليهم وتغليظ العقوبات حال المخالفة للتعلميات.
كما انه مطلوب فورا من وزارتي ¢الصناعة وقطاع الاعمال¢ تناول نفس الفكرة بشكل واسع خاصة أن لديهما من الاراضي والمعارض ما يؤهلهم لذلك ففروع عمر افندي وصيدناوي وبيع المصنوعات جاهزة لتحويلها لاسواق وسلاسل تجارية متكاملة تقدم المنتجات الغذائية والادوات الكهربائية والمنزلية والموبيليا الي غير ذلك.
فياكل مسئول ان الاقتصاد الرشيد لايقوم فقط علي إلقاء البيانات وعقد الجمعيات العمومية بل يقدم الحلول الفورية لمواجهة الظواهر الغير طبيعية وايجاد الخطط القصيرة والمتوسطة والطويلة الامد فالمقومات موجودة وتبقي الارادة التي راهنت عليها وزارة الداخلية واستحدثت نظما عالمية جديدة ¢منتجة¢ لان مكافحة الجريمة وفصل البلطجة من المنبع عن طريق¢الشرطة المتنقلة¢ والتي تعمل بشعار ¢ في خدمتك أينما كنت¢ يعد حفاظا علي المكتسبات والاشخاص هذا الفكر الذي طبقته مديرية أمن القاهرة في عدد من الميادين العامة التابعة لها من ضمن أهدافه التيسير علي المواطنين وخاصة كبار السن وأصحاب القدرات الخاصة والمرضي.. فتحقيق الاماني مازال ممكنا واصطفاف الجميع لاعلاء شعار ¢مصر بلدنا نبني فيها لينا ولاولادنا¢ واجب قومي.