الوفد
فاطمة عياد
أشقاء رغم أنف الجميع
بغض النظر عن المواقف السياسية للحكومات، والتى قد تؤدى إلى اختلاف فى وجهات النظر والمواقف السياسية تجاه بعض القضايا تبقى العلاقات المصرية - السعودية على المستوى الإنسانى والاجتماعى علاقات قوية جدًا نادرًا ما توجد بين شعبين.
فالروابط الإنسانية بين مصر والسعودية موجودة حتى قبل نزول الإسلام، ومنذ أن كان قدماء المصريين يتاجرون عبر البحر الأحمر مع الحجاز وعسير وهذا الثابت فى برديات وكتب التاريخ.
ومنذ فجر الإسلام كانت الروابط الإنسانية بين الشعبين المصرى والسعودى بشكل كبير متزايد حتى وصل إلى ما نراه اليوم، حيث يزور مصر أكثر من 400 ألف شقيق سعودي كل عام، كما يزور السعودية أكثر من مليون و380 ألف أداء الحج والعمرة بخلاف المصريين المقيمين فى السعودية والمقيمين فى مصر للعمل أو للدراسة.
إن هذا التعايش بين المصريين والسعوديين على مدى مئات السنين أوجد رابطة إنسانية نادرة بين الشعبين، فإذا حضر السعودى إلى مصر أو ذهب المصرى إلى السعودية لم يشعر أنه غريب بل يشعر بأنه فى وطنه وسط أهله وهو الأمر الذى لابد من تعزيزه حتى لا تؤثر المواقف السياسية على العلاقات الإنسانية التجارية والثقافية والاجتماعية بين الشعبين.
والشعب المصرى لا ينسى أبدًا المواقف الرائعة التى وقفها الشعب السعودى معه فى أزماته والمحنة التى مرت به، وبمناسبة شهر أكتوبر لا ننسى موقف المملكة والملك فيصل رحمه الله مع مصر أثناء حرب أكتوبر 73 وحديثًا الموقف السعودى الداعم لمصر فى الوقت الذى تعرضت فيه لضغوط أوروبية وأمريكية رهيبة.
وبالمقابل فإن مصر لن تتوانى عن مساندة السعودية وأشقائها فى الخليج عندما قامت حربا الخليج الأولى والثانية وأرسلت قواتنا المسلحة لتكون سندًا ومدافعًا عنها.
ونحن ندعو إلى قيام نشاط دبلوماسى شعبى على المستوى الإعلامى والسياحى والثقافى يشارك فيه كل المصريين الذين يريدون رأب هذا الصدع بسرعة ونهائيًا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف