الوفد
عباس الطرابيلى
نعم.. الداخل أخطر
أنا مع ما أعلنه الرئيس السيسي، من أنه لا يوجد لدينا قلق من الخارج.. ولكننا قلقون للغاية من المحاولات التي تستهدفنا من الداخل.. أي أن الدولة- وهذا حق- قادرة على مواجهة ما يمكن أن يصل إلينا من مؤامرات الخارج وهذا هو سر إعلان الرئيس مرات عديدة- في الفترة الأخيرة- أن قواتنا المسلحة قادرة على مواجهة أي اخطار تحاول اختراقنا من الخارج وأن هذا الجيش يعرف، ويؤدي دوره كاملا، من كل الاتجاهات.. من الغرب حيث الدواعش، وأصابع القوى الأجنبية تحاول اختراق حدودنا مع ليبيا.. وأيضا من الجنوب.. بل إن الرئيس رد على المتسائلين عن لماذا حاملات الطائرات الميسترال الآن.. بينما مصر تعاني من نقص الموارد المالية، إذ قال الرئيس صراحة.. إن ثمن الميسترال الواحدة يعادل دخل حقل ظهر الغازي- في البحر المتوسط- في شهر واحد..
<< والرئيس السيسي قالها صريحة، لمن يحاول استغلال أزمات مصر الحالية ويقولون إن شروط صندوق النقد الدولي ستوفر لنا 12 مليار دولار.. وأن العرب وبدون شروط قدموا لنا أكثر من 30 مليار دولار.. وليس هذا استهانة من شروط الصندوق.. ولكننا لا ننسي مشاكل القرض القطري الذي اضطررنا إلى سداده لقطر- قبل موعده- حتي لا تظهر مصر بأنها الدولة التي تعجز عن الوفاء بما عليها من أموال.. ولو كانت للأشقاء!! والمهم هنا هو استقلالية القرار المصري..
<< والقضية الأخطر- كما أشار الرئيس- هي مخاطر الذين يعملون من الداخل وليس الإرهاب فقط، هو أحد هذه المشاكل.. بل هي أيضا حرب الشائعات ومعارك الفيس بوك وتوابعها.. وما يحدث في سيناء خير دليل.. حيث تتصاعد المعارك هذه الأيام بشكل لافت للنظر في شمال سيناء.. مما اضطر الجيش إلي شن هجمات مكثفة للغاية علي مناطق تواجد الإرهابيين.. وهنا يجب ألا يقلق المصريون من العمليات التي ينفذها الإرهاب وآخرها ما حدث أمس الأول.. ولا الربط بينها وبين تحذيرات سفارات أمريكا وكندا وبريطانيا لرعاياها.. ولا بين ما يقال عن 11 نوفمبر القادم، ولا أدري لماذا هذا التاريخ..
ولكننا يجب أن نراعي هنا البعد الإنساني، فإذا كان الإرهابيون يملكون حرية تحديد زمان ومكان أي عملية إرهابية.. فإن الجيش لا يملك هذه الحرية وتلك ميزة يتمتع بها أي إرهابي.. تماماً كما كانت أي هجمات فدائية زمان.. فالجيش وقواته «هدف ثابت» والإرهابيون ينفذون نظرية اضرب واهرب.. قبل أن يستيقظ الطرف الآخر. ولذلك غالباً ما تكون خسائرنا في قواتنا كبيرة العدد.. كبيرة المغزي.. وهذا هو حلم الإرهابيين..
<< وأعمال الإرهابيين في شمال سيناء ليست هي الأخطر- عسكرياً- لأن الجيش قادر على الإبادة.. ولكنه يراعي حياة أبناء سيناء، وهي أمانة في أعناقنا ولكن الأخطر هو ما يجري على الجبهة الداخلية.. والعدو هنا يلعب علي عدة جبهات داخلية منها افتعال الأزمات التموينية.. حتى لا تفكر الدولة بشكل هادئ.. أو بإطلاق الشائعات، سواء على الفيس بوك.. أو على لسان الذين يرددون مخططات أعداء البلد.. وكم من شعب تم اغتياله من الداخل بسبب الشائعات.. أو اختلاق المشاكل..
<< والأمل هو القدرة على الصمود.. وهكذا يرمي الرئيس السيسي ويطلب من الشعب الصمود.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف