لن أقول شهداء يسقطون ولكنهم يصعدون إلي السماء أحياء عند ربهم يرزقون ورغم مرارة الألم وصياحات الثأر التي تخرج من كل محافظات مصر. فإن الأمر يحتاج لمزيد من اليقظة والشدة. بل الجبروت في التعامل مع هؤلاء الإرهابيين الذين يجب ألا تأخذنا بهم شفقة. هؤلاء القتلة المأجورون يجب ان يتم استئصالهم من كل بقعة في سيناء والا يترك لهم مخرج. هؤلاء القتلة يجدون بيئة حاضنة تجعلهم يتحركون بسهولة من مكان لمكان. كما ان هناك أجهزة استخباراتية ودولاً معادية تمولهم بالسلاح والمال وهذا لا شك فيه وعندما ضاق عليهم الخناق في العريش ورفح والشيخ زويد انتقلوا إلي أماكن أخري بكل سهولة ويسر. ويجب ان يكون هناك خطط بديلة للكشف عن هؤلاء المجرمين وعدم توفير الأمان لهم وضرب البيئة الحاضنة لهم بلا هوادة.
أهم الخطط البديلة للقضاء عليهم في سيناء هو زرع سيناء من شمالها إلي جنوبها بالبشر من الدلتا والصعيد وتغيير البنية السكانية في سيناء بأكملها دون ترحيل لأهلها أو نقلهم.. زرع سيناء بالبشر يطرحه العامة من الناس بعد كل هجوم علي قواتنا المسلحة. يقول العامة من الناس مخاطبين الحكومة والحكومات السابقة التي لا تستمع ان سيناء ستخلو من الإرهاب في حالة زرعها بالفلاحين والصعايدة. هؤلاء لديهم قدرة هائلة علي تعمير الصحاري والوديان ولديهم خبرات متوارثة في كيفية حراسة أراضيهم وأموالهم وقد ذهب العديد منهم من قبل إلي بلدان خارج مصر ونجحوا في تكوين مجتمعات مصرية جديدة في أراضي غير مصرية وتجربة قرية "الخالصة" في العراق كانت خير شاهد علي قدراتهم الفذة والمتوارثة.
ففي العراق وأيام صدام حسين استجلب عدداً من الأسر المصرية وأقاموا لهم قرية خاصة بهم وظلوا هناك لسنوات طوال حتي الغزو الأمريكي عام 2003 وولدت أجيال جديدة من المصريين علي تلك الأرض ورفضوا مغادرتها وحتي الآن. هذه التجربة جديرة بالدراسة والتطبيق علي أرض سيناء وفي كل محاورها. شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. نقل آلاف الفلاحين والصعايدة إلي سيناء وبناء المنازل وتوفير الخدمات لهم ليس بالصعب أو المستحيل وقد لا يستغرق وقتاً مقارنة بالمشروعات العملاقة التي تجري علي أرض مصر.
هؤلاء الأسر والأفراد سيصبحون الظهير المخلص لقواتنا المسلحة علي أرض سيناء. كما ان وجودهم سيضيق الخناق علي الارهابيين ويساعد في القضاء عليهم وعلي الحكومة ان تستمع لما يقال في الشارع بعد كل حادث مؤسف في سيناء وقد عاد الناس يطالبون بالثأر كما يطالبون بزرع سيناء بالبشر والتي من الممكن ان ينتقل إليها عدة ملايين من الناس في شهور قليلة. الثأر مطلوب مطلوب وحماية الأوطان ليست مهام الجيوش وحدها ورحمة الله علي شهدائنا.