ما من قرار تصدره جهة ما ولا يأتي علي مزاج إسرائيل إلا وصبت جام غضبها علي الجهة التي أصدرت القرار قبل أن تصب غضبها علي القرار ذاته.
وما من دولة تضرب بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط كما تفعل إسرائيل مع أنها الأكثر لجوءاً للأمم المتحدة إذا ما شعرت أن في ذلك فائدة ما لها.
هاهي إسرائيل التي لا يجور عليها أحد تعلق كل أنشطتها مع اليونسكو بمجرد أن المنظمة انحازت للحق وأصدرت قراراً يتضمن أنه لا علاقة تاريخية لليهود لا بالمسجد الأقصي ولا بحائط البراق.. شيء تاريخي معروف.. اليونسكو لم تبتدعه.. اتخذت قراراً فقط لوجه الله والحقيقة.
إسرائيل تريد تاريخاً علي هواها ولم لا؟! وكل ما حولها مسخر لخدمتها.. ولو أن أحداً مكانها لكان سوف يفعل ما تفعله إسرائيل! لقد انشغل الكل بالكل ونسي أو تناسوا إسرائيل تماماً!
دول ذات حضارة كالعراق وسوريا وإيران ومصر تعيش في المنطقة منذ فجر التاريخ.. فجأة أصبح شغلها الشاغل صراعاً مصنوعاً بين السنة والشيعة أو بين الشيعة والشيعة أو السنة - السنة.. هكذا أرادوا لنا.. فامتثلنا وكأننا منومون!!
مسيرة إسرائيل بيننا لم تكن كلها نجاحاً.. كما لم تكن كلها فشلاً ايضا.. إلا أن ما فشلت إسرائيل فيه.. أو في القيام به نقوم به نحن عرباً ومسلمين!
لقد أوكل الغرب عملاء للقيام بما فشلت فيه إسرائيل.. هؤلاء العملاء هم داعش وجبهة النصرة وفتح الشام.. جماعات إرهابية ما أنزل الله بها من سلطان.
لقد تغاضي الغرب عن إرهاب هذه الجماعات في مدنه وبلاده كما حدث في باريس وهولندا ومدن في أمريكا.. تغاضي عن إرهابها حباً في إسرائيل وعيون إسرائيل ليدعمها في حلب ودمشق ودير الزور.
وما قامت به قوة غاشمة أمس الأول مما يعرف بـ "بيت المقدس" ضد قواتنا في زغدان بسيناء إنما يصب في نفس الاتجاه فداعش سيناء هي صنو أو ابنة عم لتلك الجماعات الإرهابية التي يدعمها الغرب في حلب.
دعونا نضع النقط فوق الحروف.. إن دفاع الغرب عن جبهة النصرة وأحرار الشام وداعش سيناء هو دفاع عن عيون إسرائيل في الأول والأخير.. لا عن عيون العرب التي من أجلها أصدروا قانون "جاستا" والغريب أن بعضا منا محسوبون علينا يدافعون عنهم كما يدافع الغرب.. بل ويريدون أن نتخذ نفس خططهم وهذا لعمري.. عيب!!
إسرائيل ولا غيرها المستفيدة مما تفعله هذه الجماعات في حلب وغيرها.. هذه الجماعات تحقق ثأر إسرائيل من دمشق وحزب الله والشعب السوري وتفعل ما عجزت إسرائيل عن فعله لهذا تلقي الدعم والتأييد من الغرب والشرق أحياناً!
الشعوب العربية في طريقها لتصحيح حركتها.. وفي سبيل ذلك قد نري ما هو غير متوقع.. وإن غداً لناظره قريب!