المساء
محمد جبريل
الجامعة العربية .. وسرادقات حلب
أتابع الجلسات المتجددة لمجلس الأمن حول المأساة السورية. كل طرف يلقي التهم علي الآخرين. ودم مئات الألوف من المواطنين السوريين موزع بين قبائل النظام السوري وفصائل المعارضة وإيران وتركيا وروسيا ودول الغرب. بالإضافة إلي تنظيم داعش الذي يمثل ضيفاً غير مرغوب فيه في كل مناطق التوتر في الوطن العربي.. أشير إلي ما يجري في اليمن وليبيا والعراق وأقطار أخري.
أثارني وصف وزير خارجية بريطانيا للمذابح التي ارتكبت في حلب. بأنها تعيد إلي الأذهان مذابح البوسنة وكوزوفو. لم تتطرق خطب الرثاء إلي الفاعل الحقيقي. فضلاً عن أنه المخطط والمدبر للتطورات القاسية التي يعيشها الآن وطننا العربي. ذلك ما تنبأت به. وحرَّضَت عليه كونداليزا رايس. قبل أن تتسلل المؤامرات الغربية إلي ثورات العرب. فتحول الربيع إلي جحيم. تهدد نيرانه ـ في تخوفات المحللين السياسيين ـ باتساع المعارك إلي خارج الحدود. بل إن التخوف من قادم التطورات أملي علي البعض قوله إنها قد تكون بداية حرب عالمية ثالثة.
هل تصبح حلب بالفعل بداية حرب عالمية. كما كان مقتل ولي العهد الصربي إرهاصاً بالحرب العالمية الأولي. وبولندا مدخلاً إلي الحرب الثانية؟!!
حذر أحمد أبوالغيط. أمين الجامعة العربية من النتائج الوشيكة لمأساة حلب. وأدان الدول التي احتل طيرانها الأجواء السورية. وعسكرت قواتها البرية في العديد من المدن. بينما النظام السوري ـ أمامها وليس أمام مواطنيه ـ بلا حول ولا قوة. وطالب أبوالغيط الدول الكبري المتصارعة في سوريا أن تبلغ الجامعة بتطورات الأوضاع في حلب وغيرها من المدن السورية.
إذا كانت دول العرب قد حولت قاعة مجلس الأمن إلي مجلس عزاء للحدث السوري. فإن من واجب الجامعة العربية ـ تعبيراً. عن التوجه القومي العربي ـ أن ترفض منطق التفتت والتجزئة والفوضي غير الخلاَّقة الذي تتبناه عواصم الغرب. وتحيل سرادق العزاء إلي نعي تدبيرات من أقاموه.
مهمة الجامعة لا تقتصر علي متابعة ما يجري في الأرض السورية. من خلال تقارير الآخرين. فهي المسئول عن تجمع أقطار الوطن العربي. تعبر عن وجهة النظر القومية العربية. وترد علي وجهات النظر المغايرة.. بل إنها تصنع الفعل دفاعاً عن الحق. ولا تكتفي بردود الأفعال.
بالمناسبة.. هذه السرادقات المتجددة للمذابح السورية. كل طرف يتهم الآخرين بالمسئولية. لماذا لا تقام ـ ولو مرة واحدة ـ للمذابح التي يعيشها الشعب العربي في فلسطين!!.. تتكرر. فتقتل وتدمر. دون أن يرتفع صوت بالإدانة من واشنطن. أو لندن. أو باريس. أو غيرها من عواصم الغرب؟!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف