قبل أسبوع كنت فى بيروت، فقد دعيت للمشاركة فى جلسة عن الإعلام والاستقطاب السياسى فى إطار منتدى «الإعلام والتحول الديمقراطى فى المنطقة العربية» الذى نظمه المعهد السويدى بالإسكندرية ومنتدى البدائل للدراسات. لن أسهب فى المقدمة وسأدخل فى تفاصيل ما أبتغى فورا، إليك عزيزى القارئ سؤالاً: هل الإعلام المصرى انعكاس لمجتمعه أم لا؟.. بالقطع الإجابة: نعم، فالإعلام مثل شارعه مع الاعتذار للاستثناء، والاستثناء هنا هم هؤلاء الزملاء الذين يقدمون محتوى جادا مهنيا يلتزم المعايير ولا يجنح للممارسات غير المسؤولة. إذن نحن أمام حقيقة يتوجب علينا مواجهتها دون الهروب منها، فما ينعكس من فوضى على الشاشات ليس إلا تعبيراً عن غيبة أشياء كثيرة وأولها المنطق وانتهاء بالقيم، وهنا الغياب ليس مقصوراً على المهنة بل الغياب عن التعدد والتنوع ذاته الذى هو الأصل فى الإعلام، فالقيم لن تفيد إذا حضرت فى عالم من التقييد والمنع، والعكس أيضا، فالحرية إن حضرت دون قيم ومعايير فلن تكون سوى لافتة نبيلة تخفى وراءها كل الشرور.