لا يمكن لأحد إنكار حجم المؤامرة التي تتعرض لها مصر من الخارج والداخل. والتي تتمثل في افتعال الأزمات والمشكلات. بصورة تحاول أن تضعف من عزيمة الناس في مصر. لتصيبهم باليأس والإحباط. علي الرغم من أن جهوداً ضخمة تُبذَل من أجل البناء والإصلاح والتطوير. ومواجهة التحديات الجسام التي تواجه بلدنا.. وفي مقدمتها هذا الإرهاب اللعين الذي يطل برأسه بين حين وآخر.
وفي هذه الظروف التي تواجه أمتنا العربية وشعبنا وبلدنا. ما أحوجنا إلي أن نتحد جميعاً ولا نسمح لأحد أن يخترق صفنا.. وإنما نملك من تعاليم ديننا ما يمكننا من أن نحقق هذا الهدف الأسمي. ومن منطلق أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين الوفاق والوئام.. والتي نرصد بعضها علي النحو التالي:
1- إن تعاليم الإسلام التي شرعها الله لعباده جاءت لتنقل البشرية إلي حياة مشرقة بالفضائل والآداب. وتجعل منهم علي اختلاف الأمكنة والأزمنة وحدة راسخة الدعامة. سامقة البناء. فما شرعه الله سبحانه من عقيدة التوحيد وما افترضه من عبادات خالصة لوجهه الكريم. وما دعا إليه رسوله "صلي الله عليه وسلم" من سلوك فاضل وأخلاق حسنة.. إنما هو السبيل الوحيد للإنسان لكي تسمو نفسه بالخير. وتفيض بالمشاعر الرقيقة التي يكنها المسلم لإخوانه. حتي أنه ليحيا بهم ويحيا لهم. فكأنهم أعضاء في جسد واحد. أو أغصان انبثقت من دوحة واحدة.
2- وللإسلام جوانب مضيئة. وفضائل مشرقة لجمع الشمل ووحدة الكلمة وبعث الهمم في بلوغ الوفاق والوئام. وفيما يلي بعض ما جاء به الإسلام في هذا الصدد:
* في ميدان التعاليم:
"1" قال تعالي: "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم. واتقوا الله لعلكم تُرحمون" "الحجرات:10".
قال القرطبي: أي إخوة في الدين والحرمة. لا في النسب. ولهذا قيل أخوة الدين. أثبت من أخوة النسب.. فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين. وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب.
"2" قال تعالي: "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" "آل عمران: 103".
قال الإمام محمد عبده: انظر آية الله.. قوم متخالفون بينهم العداوات والإحن. يتربص كل واحد بالآخر الهلكة علي يده. فيأتي الله بهذه الهداية فيجمعهم ويزيل كل ما في نفوسهم من التنافر. ويجعلهم إخواناً. ترجع آراؤهم كلها إلي شيء واحد. لا يختلفون فيه وهو حكم الله.. ولذلك قال: "كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون" "آل عمران:103".. أي ليعدكم ويؤهلكم بها للاهتداء الدائم المستمر فلا تعودوا إلي عمل الجاهلية من التفرق والعدوان.
"3" عن ابن عمر عن النبي "صلي الله عليه وسلم" أنه قال: "المسلم أخو المسلم. لا يظلمه ولا يسلمه. ومَن كان في حاجة أخيه. كان الله في حاجته".
"4" قال "صلي الله عليه وسلم": "إن المؤمن من اخي الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس".