عبد الرحمن فهمى
الوضع الاقتصادي مخيف.. ولكن..
أخطر ما جاء في النص الثاني من حديث الرئيس لرؤساء تحرير الصحف القومية أرقام الميزانية العامة.. الإيرادات 670 مليار جنيه والمصروفات 974 مليارا يعني مصروفاتنا ضعف الإيرادات تقريباً.. كارثة بكل معني الكارثة.. ثم الكارثة الأكبر انه لا سبيل لتوازن الميزانية سوي القرض!!! "لغة الأرقام" تؤكد حتمية برنامج الإصلاح.. ولكن الإصلاح له عدة وجوه وطرق.. أول طريق يجب أن يكون هو خفض المصروفات لسبب بسيط.. خفض المصروفات في ايدينا ولكن زيادة الايرادات ليس في ايدينا.. في أيادي الغير..
دول العالم ألغت حاجة اسمها وزارة التموين وعندنا وزارتان.. وهذا هو سر "ربكة التموين" والمطبات المتوالية لأهم مواد غذائية شعبية.. طول عمر وزارة الثقافة منذ إنشائها تضم الإعلام والآثار منذ أيام ثروت عكاشة ثم عبدالقادر حاتم.. ثم عبدالمنعم الصاوي.. بل عبدالمنعم الصاوي كان مكتبه وهو وزير في ماسبيرو!!! من زمان قوي أنشأنا وزارة للهجرة وكان هناك مؤتمر موسع لرعايا مصر في أمريكا وأوروبا ولم تحقق الوزارة ولا المؤتمرات المتتالية شيئاً لمصر فألغيت الوزارة.. وحكاية وزارة الرياضة شيء جديد علينا بدأت الحكاية بمجلس أعلي لإنشاء مراكز شباب في كل القري والنجوع بجوار قصور الثقافة وقال خروشوف أيامها الشعب الرياضي الذي يمارس الفن أو يتذوقه يكون أحد أعظم شعوب العالم.. ولم يعلم بمأساة مراكز الشباب وقصور الثقافة!!! أكبر عدد ميداليات أولمبية ونتائج مبهرة عالمية كانت قبل انشاء المجلس الأعلي والاعتماد علي الحكومة في التمويل.. وهناك وزارات جديدة لم نسمع عنها من قبل لا نعرف ماذا فعلت وماذا أضافت سوي زيادة في المصروفات!!! مثل وزارة البيئة مثلاً!!!
***
ملخص القول ان الموضوع يحتاج لدراسة شاملة كاملة لكل أوجه الصرف والإيراد.. وهناك إيرادات لا ترهق عامة الشعب والشعب مرهق أصلاً.. مثلا مثلا.. هل معقول أن تكون آخر فاتورة كهرباء بأربعة آلاف و300 جنيه!!! منذ قليل كانت لا تزيد علي خمسين جنيها!!! هل هذا معقول.. الفاتورة محتفظ بها إذا أرادت الوزارة!!!
هناك إيرادات ضخمة لو كانت بمقابل وسبق أن جربناها - كما سبق أن قلت لوزير العدل المستشار الزند - ماذا لو فرضنا جنيها أو حتي نصف جنيه عن كل ورقة في القضايا التي تحال إلي الخبراء لسرعة البت.. غير معقول أن يتم البت في القضايا المحالة للخبراء بعد سنوات وسنوات.. والخبراء معذورون عدد القضايا رهيب وعدد الخبراء والخبيرات قليل.. سيرحب الناس بهذه الضريبة كما وصفها الوزير الزند.. صناديق النذور والصدقات في كل مساجد مصر كفيلة بتغطية المعاشات الجديدة المطلوب زيادتها.. تعالوا نبيع قصر البارون في مزاد عالمي علني وثمنه ضعف ميزانية مصر وربما الآن أكثر لتسديد كل ديون مصر الخارجية لكي تزيد القوة الشرائية للجنيه المصري ونتحاشي فوائد هذا الدين المطلوب دفعها بالدولار!!!
***
تعالوا ندك رءوسنا لنخرج منها مئات الأفكار التي تصلح الوضع الاقتصادي "المخيف" الذي شرحه الرئيس بالأرقام لرؤساء التحرير.. ممكن جداً أن نلغي الدعم "206 مليارات" مع رفع الأجور سينصلح حال البلد تماما كما نريد ونأمل ونتعشم شعباً ورئاسة.. تنقصنا حكومة "رشيدة" ومعاونون ومستشارون علي مستوي.. ونأمل خيراً قريباً بإذن الله تعالي.