بعد حياة حافة بالعطاء رحل فى هدوء الشاعر الكبير فاروق شوشة تاركا خلفه رصيدا هائلا من الإسهامات الحقيقية فى خدمة اللغة العربية والحفاظ عليها .
شق طريقا صعبا فى تقديم نوعية من البرامج الإذاعية والتليفزيونية شديدة التخصص لكنها كانت تخاطب كل المستمعين والمشاهدين .
كان من القلائل المهمومين باللغة العربية وقدم على مدى عقود من الزمان خدمات جليلة لها وللثقافة العربية من خلال حرصه على أن يظهر كل جمال فيها ويستدعى تراث الأوائل الذين أثروا اللغة وحافظوا عليها.
يردد بصوته العذب ابياتا من الشعر العربى قد لا تكون سهلة على أذن المستمع لكن بطريقته ونبرة صوته يمنحها عذوبة ويسرا وبذلك جعل من «لغتنا الجميلة» أمسية ثقافية سريعة كل مساء عبر أثير الإذاعة.
الشاعر الراحل فاروق شوشة حصد شهرة عريضة على مستوى مصر والوطن العربى من خلال برنامجه الأثير لغتنا الجميلة والذى كان واحدا من أشهر البرامج الأذاعية على شبكة البرنامج العام بموسيقاه المميزة وسرعة إيقاعه وعذوبة محتواه وعلى الرغم من أن البرنامج شديد العمق ومهموم بالبحث فى مفردات وكنوز اللغة وهو برنامج متخصص إلا أنه كان له شعبية بين جموع المستمعين .
هو من جيل الكبار فى مجالات الأدب والفن والاقتصاد والسياسة الذين تفخر بهم مصر على الدوام وتذكر لهم بكل العرفان ما قدموه .
شغل فاروق شوشة منصب رئيس اتحاد كتاب مصر كما كان رئيسا للإذاعة المصرية وهى مواقع صعد إليها بجدارة واستحقاق، وسيبقى اسمه خالدا شاهدا على العطاء والقدوة
ولد فى العام 1936 بقرية الشعراء بدمياط وأتم حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو فى عمر 10 سنوات، وحصل على ليسانس دار العلوم 1956، كما حصل على بكالوريوس التربية.وفاز بجائزة الدولة التقديرية ، وهى جوائز يستحقها ويبقى التكريم هو تخليد اسمه حتى تتعرف الجيال المقبلة على عطاء هذا الرجل وعلى كيف عمل وأسهم فى تاريخ وطنه وامته العربية .
مثل هذه النماذج هى نبت مصر المثمر على مدى العقود والأزمان .