مرسى عطا الله
كل يوم .. أكتوبر.. الفئران داخل المصيدة وبداية استجواب الأسرى (10)
استيقظت مصر صباح السبت 6 أكتوبر عام 1973 الموافق 10 رمضان على يوم صوم هاديء وطبيعى فلم يكن يدور بخلد أحد أن زلزالا كبيرا سوف يقع عند ظهيرة هذا اليوم... فقط كانت أجهزة الاتصال تدق تحت باطن الأرض فى مركز العمليات الرئيسى للقوات المسلحة بينما كان بعض أفراد القوات المسلحة المصرية فى مناطق متعددة على امتداد الجبهة يمارسون الألعاب الرياضية المتنوعة ويرقبون عن كثب ما يدور على الشاطيء الشرقى للقناة حيث التزم معظم الجنود الإسرائيليين بالبقاء داخل خنادق خط بارليف الحصينة بسبب صيام يوم عيد الغفران اليهودى وخرج القليل منهم فقط للتريض... وفجأة انبطح الجميع أرضا لحظة سماعهم لصوت أزيز الطائرات الحربية المصرية من طراز ميج 21 وهى تطير على ارتفاع منخفض متجهة نحو عمق سيناء.. وقبل أن يفيق أحد من مفاجأة العبور المتتالى لأسراب الطائرات المصرية فوق سطح مياه القناة إذ ببركان من هدير نيران المدفعية الثقيلة لأكثر من 2000 وحدة مدفعية على طول الجبهة.
وقد حاول الجنود الإسرائيليون المتحصنون فى مواقع خط بارليف أن يردوا الهجوم المصرى المتمثل فى موجات عبور لقناة السويس بقوارب المطاط لكن لم تكن قد مضت سوى ساعة واحدة و23 دقيقة على بدء القتال حتى كان أفراد الموقع الإسرائيلى الحصين عند الكيلو 9 جنوب بور سعيد أصبحوا أشبه بفئران داخل المصيدة بعد أن أطبق رجال المشاة ووحوش الصاعقة المصريين على الموقع الحصين كفكى كماشة لتبدأ اروع عملية اقتحام لاصطياد الفئران من مخابيء ودشم الموقع «المصيدة».
وفى أول جلسة استجواب للقائمة الأولى من الأسرى الإسرائيليين بدا واضحا حجم الصدمة والذهول لأنهم عاشوا 6 سنوات فى ظل مشاعر بالثقة ليس فقط بسبب قوة التحصينات التى كانوا يحتمون داخلها وإنما لأنهم كانوا يعيشون فى ظل قناعة بأن المصريين لن يستطيعوا مهاجمتهم.
وغدا نطالع صفحات جديدة