الوفد
عباس الطرابيلى
الذهب والعقارات.. أفضل الاستثمارات
عندما تتعرض العملات الوطنية لخطر التضخم والتعويم والانهيار..يصبح الذهب والعقارات ـ المباني وأراضي البناء ـ هي الاستثمار الأمثل، لمن يملك الأموال.. ونفس الوضع عندما تقوم الثورات وتتآكل العملات، يصبح الحل هو الاستثمار في الذهب والأحجار النفيسة.. بل وفي السجاد القديم النفيس، كما كان الحال عندما اشتعلت الثورة في ايران بقيادة الخوميني.. وكما حدث عقب أي ثورة أو انقلاب في تركيا.. فقد حدث أن عمد الناس ـ هناك ـ إلي اكتناز السجاد العجمي الثمين.. وتهريبه، وبيعه خارج ايران منذ عام 1979. وشهدت مواني امارة دبي وصول كميات رهيبة ـ هذا السجاد العجمي اليدوي الشهير بعد أن نجح أصحابها في تهريبها عبر السفن الخشبية القديمة التي تنقل المنتجات الزراعية من مواني ايران، إلي دبي.. وشهدت أسواق دبي تجارة رائجة في هذا السجاد المشهور عالمياً..
<< بل انني وجدت أشهر معارض السجاد في جنيف وزيوريخ ولوزان وقد وضعت نوعيات من هذا السجاد في واجهات معارضها.. والقطعة الواحدة تعرض بألوف الفرنكات السويسرية. وهو من أقوي عملات العالم وأكثرها استقراراً وما أن دخلت أحد هذه المعارض ـ أيامها ـ حتي اندفع نحوي العاملون به ربما لسبب ملامحي الشرقية وعلي لسانهم تعبير واحد: بائع.. أم مشتري؟!
هنا تذكرت نصيحة غالية همس بها في أذني أحد أكبر عقولنا الاقتصادية هو الراحل الدكتور حسن عباس زكي الذي كان وزيراً للخزانة.. ثم للمالية والاقتصاد في عصر عبدالناصر.. عندما قال لي: الأفضل أن تضع مدخراتك في السجاد العجمي، وفي الذهب والماس وغيرهما من المعادن النفيسة. عندما رأي أن معظم المصريين يستثمرون مدخراتهم ـ وهم في الخليج ـ في الودائع.. رغم تدني فوائدها.. قال ذلك ربما ايمانا منه بما كان يثار حول الفوائد الثابتة.. ولأن استخدام المدخرات في الذهب وغيره.. نوع من التجارة.. إذ إن المكسب فيه، ليس فيما يوفره من عائد وفوائد. ولكن بتوالي صعود سعره في الأسواق..
<< وحسن عباس زكي هو أول من نصحنا بشراء الذهب القديم و«تولات» الذهب من زنة أوقية وأجزائها.. والذهب قليل المصنعية حتي لا نخسر الكثير من قيمته، بسبب هذه المصنعية.. بل وهو من نبهنا الي شراء الجنيه الذهبي الانجليزي «جورج الخامس». وتذكرت هذه الأيام أن سعر أوقية الذهب في أوائل السبعينيات كان 35 دولاراً للأوقية.. فهل تعرفون ثمن الأوقية الآن.. ان السبيكة الواحدة الآن «100 جرام» ثمنها حوالي 57400 جنيه تخيلوا؟! وعيار 21 سعره حوالي 500 جنيه!!
<< ونفس الوضع في سوق العقارات.. وفي أراضي البناء.. وقارنوا سعر شقة من 150 مترا الآن.. وسعرها من 20 أو 30 سنة.. لتعرفوا الفرق.. وربما يجيب ذلك علي وجود مئات الألوف من الشقق الجديدة مغلقة بحجة أنها للأولاد..حتي وهم مازالوا مجرد أطفال!! بينما هي في الحقيقة من أفضل وسائل الاستثمار. والطريف أن الحكومة نفسها أسهمت في ارتفاع ثمن الشقق ـ وأيضاً أراضى البناء ـ عندما رفعت أسعار شققها!!
<< ومن المؤكد أن كثيراً من حملة الأموال يفضلون الآن شراء الذهب والشقق علي ايداع أموالهم في البنوك، رغم ثبات دخولهم من فوائد هذه الودائع.. نقول ذلك رغم وجود تريليونات الجنيهات مودعة في البنوك بلا أي استثمار يذكر.. بل صارت الودائع عبئاً علي البنوك نفسها!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف