محمد جبريل
معركة إسلامية الأقصي وحائط البراق
هل آن الأوان لكي نخوض - حتي النهاية - معاركنا السياسية والثقافية. لا نقتصر علي المراحل الأولي دون أن نواصل جهدنا لجني الثمار؟
لقد صادقت منظمة اليونسكو علي قرار بنفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصي وحائط البراق. وطالب القرار حكومة الكيان الصهيوني بإتاحة العودة إلي الوضع التاريخي الذي كان قائماً حتي سبتمبر 2000 عندما كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية هي السلطة الوحيدة المشرفة علي المسجد. وأدان القرار الاعتداءات الإسرائيلية. والإجراءات غير القانونية التي يتعرض لها العاملون في دائرة الأوقاف الإسلامية. والتي تحد من أداء المسلمين صلواتهم في الأقصي. فضلاً عن إمكانية الوصول إليه.
إسرائيل رفضت القرار. كما رفضت من قبل كل القرارات التي تدين تصرفاتها. واعتبرته محاولة لفك الارتباط اليهودي بالقدس. والذي كان قائماً - في زعمها - عبر التاريخ.
استوقفتني ملاحظة في وسائل الاتصال الاجتماعي تسخر من التعبير "يستنكر بشدة". هذا التعبير يجب أن يختفي بالفعل من مفرداتنا السياسية. ليحل - بدلاً منه - جهد سياسي وإعلامي يتجه إلي العالم. وليس إلي الداخل. يوضح عدالة قضايانا. يواجه من عزوا أنفسهم من قادة إسرائيل بأن مدة سريان القرار سنة. يمكن بعدها تغييره!
أخذت اقتحامات الجماعات المتطرفة للأقصي ما يشبه الروتين. تحاول الصلاة فيه. وقراءة ما يسمي "مقدس الترحم". ووضع المتطرفون - والصفة فيها تجاوز لأنها تنطبق علي كل يهود إسرائيل! - ما سموه حجر الأساس للهيكل الثالث في ساحة الحرم المقدسي. ورد الفلسطينيون علي ذلك بانتفاضة. استشهد فيها أكثر من 21 فلسطينياً. وجرح العشرات. وكانت انتفاضة الأقصي الكبري. الثانية. رد فعل لاقتحام آرييل شارون - علي رأس جنود الاحتلال - باحات الأقصي.
والواقع أن الاقتحامات الصهيونية للأقصي - فضلاً عن المحاولات الدائمة لتغيير الوضع الديموغرافي للقدس - لم تتوقف. في إطار مخطط يسعي للإجهاز علي عروبة المدينة. وتهويدها تماماً. وقد أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية وجود تصور كامل حول ما بعد هدم الأقصي وقبة الصخرة. بواسطة مجموعة تولت تنفيذ عملية الهدم وبناء الهيكل المزعوم.
إن علي الجامعة العربية ومؤسساتنا الأكاديمية والأهلية. عبء مواصلة العمل لتجنيب قرار إسلامية الأقصي وحائط البراق أي احتمالات مستقبلية. يحاول من خلالها الكيان الصهيوني - كالعادة - إفراغه من مضمونه. أو إلغائه.
الإلحاح علي دعم الحق العربي مسئولية كل المؤسسات والهيئات العربية. تنزع قناع التخاذل. ولا تقصر أداءها علي الفرجة. فإذا أخذت الأحداث مساراً خطيراً. اكتفينا بالإدانة والشجب والاستنكار بشدة. وهي المفردات التي صارت - للأسف - تكويناً في القاموس السياسي والثقافي العربي.
اللافت - بالمناسبة - غياب العرب عن احتفالات يوم الأرض. بمناسبة مرور مائة عام علي بدء الاستيطان الصهيوني للقدس. بينما الغرب لايزال ينسج مؤامراته الداعمة للكيان الصهيوني!