الأخبار
صبرى غنيم
السعودية تدفع ثمن شهامتها
ليست سحابة صيف هي التي تفرق بيننا أو تسقط من ذاكرتنا مواقف الشهامة للمملكة السعودية، فالتاريخ وحده شاهد علي مواقفها عندما تصدت للموقف الأمريكي والأوروبي يوم أن أعلنوا عدم اعترافهم بثورة ٣٠ يونيه التي أطحنا فيها بالحكم الإخواني.. السعودية شكلت مع الإمارات والكويت مثلث رعب لكل من عادانا، يكفي الموقف العظيم للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في وقفته الشجاعة ومواجهة رؤساء العالم وهو يطالبهم بقوة بالاعتراف بثورة الشعب المصري في ٣٠ يونيه.. هم أصروا علي أنها انقلاب عسكري أطاح بشرعية حكم الإخوان وابن عبد العزيز أصر علي أنها ثورة شعبية ساندها الجيش ولم يتراجع عن موقفه. كلَّف وزير خارجيته سعود الفيصل " رحمه الله " بالاجتماع مع رؤساء أوروبا وإبلاغهم رسميا بموقف المملكة الذي سيتغير علي ضوء موقفهم من مصر.. رأينا رئيس فرنسا وهو يغير موقفه من مصر ويعلن منفردا تأييد فرنسا لثورة الشعب.. الله يرحمك يا بن عبد العزيز ويكتب السلامة لشعب ولحكومة المملكة علي مواقفها العظيمة مع مصر..
- هذا الموقف السياسي تدفع السعودية ثمنه في خلافها مع الأمريكان فبعد أن كانوا يخططون لها في الظلام أصبحوا يخططون لها علي المكشوف، لقد كانوا يضعون آمالا علي أن تكون السعودية حليفة لهم مثل تركيا وقطر في إسقاط مصر من خلال ثورة الربيع العربي.. السعودية استبعدت نفسها من هذه المؤامرة القذرة ورفضت أن تكون حليفة الإرهاب.. أمريكا كانت تحلم بتفتيت الجيش المصري لأنها تدرك تماما أنه أقوي جيوش المنطقة وصمام الآمان لمنطقة الخليج العربي.. الأمريكان علي علم بانحياز الجيش المصري للشعب ورفضه الانحياز لمبارك وبالتالي لم يتحقق حلمهم في حرب أهلية في مصر أو نشر الفوضي الخلاقة التي توعدت بها رايس وزيرة الخارجية السابقة.. أمريكا نجحت في وصول الإخوان إلي الحكم بنتائج مشكوك بصحتها في أول انتخابات نيابية في ظل الحكم العسكري.. ولم تهلل دولة مثل السعودية لوصول الإخوان إلي الحكم بدليل أنها لم تقدم ولا هللة أيام حكم الإخوان مما أثار مخاوف الأمريكان الذين حاولوا الضغط عَلي المملكة لمساعدة الإخوان حتي لا تتعرض مصر إلي الإفلاس وكان الموقف السعودي سلبيا لا يريدون مساعدة الإخوان ولا تأييدهم..
- نحن كمصريين لا ننسي موقف الأمريكان ومساعيهم لعودة حكم الإخوان.. وقد ظهر هذا الموقف واضحا في موقف الاتحاد الأوروبي وعدم اعترافه بثورة يونيه.. وفي المقابل لا ننسي موقف السعودية التي كانت سببا في تراجع عدد من الدول الأوربية وانفصالهم عن طاعة الأمريكان وتأييدهم لمصر، الأمريكان ظلوا يخفون آثار الصدمة التي تلقوها من السعودية بسبب دعمها لمصر.. وزاد الطين بلة يوم أن ساهمت الإمارات والكويت جانب السعودية في دعم الاحتياطي المصري حتي تتمكن مصر من إعادة الوديعة القطرية التي طالبت بها قطر في أعقاب الإطاحة بحكم الإخوان.. بدأ الأمريكان يخططون لإثارة غضب الإمارات بتقوية علاقتهم مع إيران.. كانوا يهدفون إثارة قضية الجزر الإماراتية.. ثم جاءت زيارة كيري للسعودية ليعلن رسميا عن الانفراج في العلاقة الأمريكية مع إيران بعد 12 عاما من الشد والجذب في الملف النووي الإيراني لم تنجح زيارته فقرر " أوباما" أن يذهب إليها بنفسه محاولا تبرير أسباب عودة العلاقات بعد القطيعة، فجاء استقبال المملكة له أسوأ استقبال يشهده رئيس للولايات المتحدة في بلد عربي.. لم تهتز السعودية بتهديدات الأمريكان وظلت سياستها ثابتة منذ أن تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم وسياسة المملكة لم تتغير لا مع الأمريكان في التشدد ومعاملتهم رأسا برأس.. ولا في الاستمرار في دعم مصر..
.. ويأتي الملف السوري ومصر لها موقف يختلف عن الموقف السعودي.. والخلاف في وجهة النظر المصرية لا يبعد شقيقتها السعودية بسبب الخلاف في وجهة نظرهم.. فالشقيقتان داخل البيت الواحد يختلفان في الرأي لكن صلة الدم التي تجمعهما لن تتغير.. مصر هي الأم والأخت في المنطقة العربية، شعبها الأصيل يثمن مواقف الشقيقة السعودية.. ولذلك أطالب أصحاب الأقلام أن يكونوا سندا للشقيقتين أمام الأمريكان الذين يخططون لإيجاد التباعد والانفصال في العلاقات بين مصر والسعودية.. لكن هيهات هيهات لأن الروابط بين البلدين ليست في برميل بترول.. وكما قال السيسي تكفي "مسافة السكة" وهو يعني أن مصر بجيشها وشعبها فداء للسعودية، نحميها بأرواحنا ولن تطولها يد الحوثيين ولا المد الفارسي.. وستبقي المملكة حاضنة للحرمين.. فهي أهل له..
العالم الإسلامي يعترف بانجازات خادم الحرمين الشريفين لخدمة الإسلام والمسلمين في عمارة وتوسعة الحرمين الشريفين..
- لذلك أقول أيها المصريون، كونوا سندا لوطنكم الثاني السعودية.. فهي دائما عطاءة تدفع ثمن شهامتها في المواقف العربية.. وكونها تسعي لإعادة الشرعية في اليمن الحبيب فالمفروض أن ندعمها لأن رسالتها أن يعيش أهل اليمن في سلام وفي بلد آمن لا تسيطر عليه النزاعات الطائفية..
- هل يرضيكم يا مصريين هذا " الفجر الأمريكي" مع الشقيقة بسبب تأييدها لعودة الشرعية في اليمن.. ودعمها لمصر.. والملف السوري؟... وهل سحابة عابرة تجعلنا ننسي موقفها معنا؟.. يا عالم كونوا دعاة صدق وتذكروا مواقف الأخت الشقيقة لمصر..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف