مرسى عطا الله
أكتوبر.. أبطال الإمداد والتموين خلف وأمام الخطوط (11)
فى الندوة التى عقدتها نقابة الصحفيين يوم 12 أكتوبر عام 1974 احتفالا بالذكرى الأولى لنصر أكتوبر المجيد قال المشير أحمد إسماعيل على عبارة بالغة الأهمية "وأؤكد هنا أن القوات فى كل مكان بالإجراءات التى اتبعت على كل المستويات والتنظيم المسبق لكل احتمال لم تشعر فى أى وقت بنقص فى ذخيرة أو غذاء أو مياه".
والحقيقة أن ما قاله المشير أحمد إسماعيل على لم يكن فقط شهادة حق فى حق قادة وضباط وجنود هيئة الإعداد والتموين فى القوات المسلحة المصرية وإنما كان عنوانا للتغيير الكبير الذى حدث فى مصر بعد استيعاب دروس نكسة يونيو 1967 وتعبيرا عن التطبيق الفعلى لاستراتيجيات الحرب الحديثة التى ترتكز إلى "تكامل الأعمال المدنية والعسكرية تحت عنوان إعداد الدولة للحرب".
لقد ذهبت مصر إلى حرب أكتوبر وهى تدرك أنه ليس أمامها سوى خيار وحيد هو النصر ومن ثم لا ينبغى أن تترك شاردة أو واردة فى الاستعداد يمكن أن تسمح بأى نوع من الخطأ أو التقصير أو الإهمال ولهذا يمكن فهم واستيعاب الدور البطولى لرجال الإمداد والتموين الذين كانوا على مستوى الحدث الكبير قبل وأثناء وبعد الحرب... وإذا كانت المعركة العظيمة قد بدأت يوم السادس من أكتوبر عام 1973 إلا أن عجلة المهام الإدارية بدأت يوم 25 سبتمبر 1973.
وطبقا لشهادة اللواء محمد عادل أحمد على رئيس أركان هيئة الإمداد والتموين خلال حرب أكتوبر فإن المهام الرئيسية للهيئة تضمنت مئات التكليفات أهمها مد خطوط أنابيب الوقود والمياه إلى مواقع القوات المهاجمة وإنشاء المستشفيات الميدانية ورصف الطرق فى مسرح العمليات وتعبئة وسائل النقل العام والسكك الحديدية لتكون فى خدمة المجهود الحربى مع مراجعة توفير التجهيزات الضرورية لبعض مستشفيات الدولة والتأكد من المخزون الاستراتيجى لكل السلع الأساسية.