عبر العم في رسالته عن ألمه وضيق. من معاناة وعذاب ابن شقيقه. بعد أن أصبح الألم توأمه. واليأس صديقه. ولا بأس أن نمر علي اسم الشارع. وقصة صاحبه. سبب شهرته وبريقه نشرت هذه الرسالة في 1995/1/15 تحت عنوان "عظام ابن شقيقي" بتوقيع س.م.ح من شارع همفرس بولاق الدكرور الجيزة.
قال إن ابن أخيه طفل صغير. يعاني من مرض خطير. عبار عن زوائد عظمية في جسمه. تحرمه من النوم بالليل والنهار. يعيش في ألم وعذاب تعجز الحروف والكلمات عن وصفها.
ووالده من ذوي الدخل المحدود. لا يقدر علي تكاليف علاجه الباهظة ناشد وزير الصحة وقتها التدخل لمساعدته وحل مشكلته وعلاجه بأحد المراكز الطبية المتخصصة علي نفقة الدولة.
وشارع همفرس من الشوارع الرئيسية بحي بولاق الدكرور. يوازي شارع ناهيا من أوله. وينتهي عند ميدان الطابق ويطلق نفس الأسم علي مزلقان وكوبري بالمنطقة.. وايضا تجمعات سكنية وجمعيات بإحدي المدن الجديدة.
شارع تجاري مشهور.. تبيع محلاته كل شيء. خاصة الملابس الجاهزة تخاطب جميع الأعمار والجيوب بماركاتها العالمية ومنتجاتها الشعبية. ولها امتدادات في الشوارع الجانبية مثل شارع 10.
امتدت شهرته إلي أحياء القاهرة والجيزة وعلي شبكة المعلومات الدولية سألت فتاة من حلوان عن أسهل طريقة للدخول إلي شارع همفرس. ونصحها أولاد الحلال باستخدام مترو الأنفاق بخطيه الأول والثاني.
قيل إن همفرس هو مهندس الري في عصر الملك فاروق 1936 - 1952. وقيل ناظر المساحة في عصر محمد علي 1805 - 1848 وربما في عهد أحد حكام الأسرة العلوية. بني له قصراً في بولاق الدكرور. كانت له حديقة كبيرة عرفت عند العامة بجنينة الخواجة همفرس.
وكان للخديو إسماعيل قصر بالمنطقة "سراي بولاق الدكرور" تحول إلي مدرسة ومركز للتدريب المهني.
شيد الخديو مجموعة من السرايات في القاهرة والجيزة والاقاليم منها قصر عابدين والجزيرة والجيزة وحلوان والزعفران "العباسية" مقر جامعة عين شمس والرمل ورأس التين الإسكندرية والنزهة "شبرا" مقر مدرسة التوفيقية الثانوية. والمسافر خان وقصر النيل وأميركان علي مضيق البوسفور باسطنبول وقصور بالمنيل والروضة.
تظهر العظام الزائدة علي أجزاء كثيرة من الجسم خاصة حول المفاصل مثل الركبتين. يعطل حركتها ويسبب آلاما شديدة وهناك عائلات بأكملها أو بعضها يعاني من الزوائد العظمية بصور متفاوتة. تظهر في الرأس والرقبة والظهر والذراعين والساقين.
يتم علاجها بطرق مختلفة حسب ظروف كل حالة بالعلاج الطبيعي أو الدوائي أو بالتدخل الجراحي والعظام تشبه الأعمدة الخرسانية في البناء. تساعد الجسم علي القيام بوظائفه والقيام بدوره في عمارة الحياة. وتحمل أجزاء الجسم وتساعده علي اتخاذ شكله القائم المعتدل.
ويعرف قيمة الهيكل العظمي للإنسان من يتصور أنه بغير عظام. يزحف علي الأرض أو يتلوي للوصول من مكان إلي مكان "فبأي آلاء ربكما تكذبان".
"الرحمن".
ورد ذكر العظام في القرآن الكريم منها قصة الرجل الذي جاء إلي النبي الكريم صلي الله عليه وسلم يقول وهو يفتت عظمة قديمة ويذروها في الهواء. هل تبعث هذه وتعود للحياة مرة اخري.
وجاء الرد عليه قوياً مقنعاً:
"وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم. قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم".
"يس 78 - 79".
وعلي لسان زكريا "عليه السلام"
"قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا" "مريم 4" وفي ذكر مراحل خلق الإنسان من النطفة إلي العلق إلي المضغة:
"فخلقنا المضغة عظاماً. فكسونا العظام لحماً"
"المؤمنون: 14"
وللتأكيد علي قدرة الخالق عز وجل:
"أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه. بل قادرين علي أن نسوي بنانه" "القيام 3 - 4" وهي أطراف الأصابع من الداخل.
أرجو أن تكون مشكلة طفل بولاق الدكرور قد انتهت بالشفاء وأن يكون مع ابناء الحي وسائر أحياء الجيزة في أحسن الأحوال.