لم أشأ الحديث عن أزمة الزمالك في مباراة الذهاب أمام صن داونز الجنوب أفريقي عقب المباراة حرصاً علي معنويات اللاعبين قبل مباراة العودة بعد أيام حتي نحتفظ ببصيص الأمل في اللقب المفقود منذ 14 عاماً. ولكن فاض بي الكيل مما أجده من تفاعل من المسئولين داخل النادي بكل ما يهدم البقية الباقية من الأمل في الوقت الذي تحتفظ فيه الجماهير الوفية بتكتم انفعالاتها خشية تأثر الفريق معنوياً قبل لقاء العودة الحاسم.
هذا الوضع المعكوس بين مسئولين وأولهم رئيس النادي يشهرون بالفريق واللاعبين والجهاز الفني والجهاز الفني في كل وسائل الإعلام وجماهير تخشي إظهار انفعالاتها حتي لا تضعف معنويات اللاعبين قبل اللقاء الحاسم جعلني أقدم ما كنت سأكتبه بعد لقاء العودة إلي الآن.
وبداية أود أن أفسر سر كتابتي عن مباراة الذهاب أنها "أزمة" وهو أن أكثر المتشائمين بين مشجعي الزمالك أو حتي من غير مشجعيه لم يكن يتخيل أن يظهر الفريق بهذا الشكل السيئ فنياً وخططياً وهو أمر شكل أزمة للفريق في مباراة العودة ليس فقط في صعوبة تسجيل 3 أهداف ولكن أيضاً في أن أي هدف سيصيب مرمي الزمالك "لا قدر الله" سيرفع الأهداف التي يحتاجها الفريق إلي خمسة بدلاً من ثلاثة علي الأقل.
ولن أتناول الأمور الفنية أو الخططية الآن انتظاراً لما بعد مباراة العودة ولكني سأناقش كيف تعاملت الإدارة مع المباراة في العديد من العناصر التي أدت إلي خروج اللاعبين عن التركيز تماماً بالشكل الذي ظهر في مباراة الذهاب.
في أي مكان في العالم يكون للجهاز الفني "الجهاز فقط دون غيره" حق اختيار ملعب المباراة لأن المدير الفني ومعاونيه هم الأكثر دراية بالملعب الذي يناسب قدرات اللاعبين ويزيد من عطائهم الفني.
قبل لقاء الذهاب بمدة كبيرة أعلن مؤمن سليمان أنه يريد اللعب علي استاد برج العرب لأن الملعب الذي تأقلم اللاعبون علي خوض المباريات عليه في الفترة الأخيرة. كما أكد مراراً أنه من الصعب العودة إلي استاد القاهرة بعد غياب طويل وفي مباراة بأهمية نهائي دوري أبطال أفريقيا.
ورغم كل هذه التصريحات والطلبات التي أعلم تماماً أن مؤمن سليمان هو الأكثر دراية بها. إلا أن الإدارة كانت تخرج التصريحات تباعاً بأن اللعب يجب أن يكون في استاد القاهرة وسط 100 ألف متفرج علي حد قولهم وهم يعلمون تماماً أن الأمن لن يوافق مهما كانت الأسباب علي حضور هذا العدد وفي استاد القاهرة في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد.
هذا التضارب وصل للاعبين وشتت تفكيرهم.
وجرت العادة علي أن الاتحادات القارية والدولية لا تتعامل مع مثل المسابقات المحلية عندنا بتغيير الحكام إذا ما طلب ناد أو آخر بسطوته عدم اسناد مبارياته لأحد الحكام ولكن إدارة الزمالك دخلت في هذا النفق المظلم وطلبت تغيير الحكم الكيني وبالطبع لن يغير الكاف حكماً في مباراة نهائية من أجل سواد عيون أي ناد في القارة لأنه معني ذلك أن الاعتراض سيستمر في المستقبل من أي ناد لن يعجبه تعيين أحد الحكام وهو ما قد يثير العديد من الأزمات في المستقبل وكانت تلك نقطة أخري شتت تركيز الفريق.