الوفد
علاء عريبى
رؤى .. طرد وتهجير المسيحيين
هل عقوبة طرد وتهجير المواطن المسيحي المسيء لجيرانه المسلمين أصبحت عقوبة نهائية؟، وهل سيتم تنفيذها على المواطن المسلم الذى يسيء لجيرانه المسيحيين أم هي مقصورة على المسيحيين فقط؟، هل الدولة ستعطل القانون وتأخذ بأحكام الإخوان والسلفيين العرفية؟.
فى بيت عمدة قرية الناصرية مركز بنى مزار بمحافظة المنيا، عقدت منذ يومين، جلسة صلح عرفية بين مسيحيي ومسلمي قرية الناصرية، حضر الجلسة قيادات الأسر المسيحية والمسلمة، وقيادات مديرية الأمن بالمحافظة، والقيادات الكنسية،

تم خلال الجلسة الاتفاق على طرد وتهجير مدرس لغة إنجليزية وأسرته قام بتصوير فيديو مسيء لصلاة المسلمين، كما تم الاتفاق على تقديم قيادات الكنيسة فى القرية والمركز بتقديم اعتذار رسمى للمسلمين عن الفيديو الذى صوره المدرس، ما هو ذنب الكنيسة؟، ولماذا تم دفعها إلى تقديم اعتذار مسيحى بشكل عام؟، الله أعلم.
قبل ثلاث سنوات، وتحديدا فى شهر فبراير سنة 2012، سنت جماعة الإخوان وقيادات التيار السلفى سنة على قدر كبير من الخطورة، وهى طرد المسيحيين من مساكنهم وقراهم، فى نهاية شهر يناير من عام 2012، ووقعت مشادة فى قرية البيضية مركز العامرية بمحافظة الإسكندرية بين المسلمين والمسيحيين، بسبب علاقة عاطفية بين شاب مسيحى وفتاة مسلمة، انقلبت المشادة بين الجيران إلى فتنة، تدخل فيها بعض قيادات التيار السلفى وجماعة الإخوان، وعقدوا اجتماعا فى قسم شرطة العامرية، وحرروا وثيقة وقع عليها مسيحيو القرية، ضمت الوثيقة تهجير حوالى ست أسر من المسيحيين خارج القرية والمركز، وأذكر ان الوثيقة ضمت بعض البنود فى غاية الخطورة، وهى منح اللجنة المحكمة، وهى من الإخوان والسلفيين، سلطة التحرى والتحقيق والتوصل للجاني فى الواقعة، والطريف أن مأمور القسم وقع أيامها على هذه الوثيقة، كما منحت الوثيقة لمشايخ السلفية وجماعة الإخوان حق بيع بيوت الأسر المسيحية التى تم طردها وتهجيرها من القرية.
يومها أبديت انزعاجي الشديد من سيطرة مشايخ التيار السلفي على مقدرات الأمور، وتنحيتهم الدولة والقانون جانبا وفرض فقههم وخطابهم الدينى الخاص على الدولة والمواطنين، وتساءلت: كيف يحدث هذا في مصر؟، ومن الذي أعطى لأعضاء الإخوان والسلفيين حق عقد اتفاقات من شأنها تهجير بعض المواطنين من ممتلكاتهم؟، وهل مصر ستدار بعيدا عن الدستور والقانون؟، هل مصر في ظل الأغلبية الحالية ستحكم بالجلسات العرفية؟، هل سيصبح من الطبيعي تهجير الأسر المصرية المسيحية من ممتلكاتها؟، هل ننتظر أن تتطور عمليات التهجير من التهجير القسرى الداخلي إلى النفي خارج الوطن؟.
بعد عدة شهور بسيطة تكررت نفس الواقعة فى دهشور، ونشب خلاف بين أسرة مسيحية وأخرى مسلمة، انتهت الواقعة بتهجير جميع المسيحيين من البلدة، بعدها بفترة تكررت الواقعة فى مدينة رفح، وتم تهجير تسع أسر مسيحية، والسبب؟، بعض المتطرفين فى التيار السلفي استيقظوا صباحا وقرروا إخلاء رفح من المسيحيين، كتبوا ورقة تأمرهم بالرحيل، وألصقوها على جدران وأبواب منازل ومحلات المسيحيين بالبلدة: ارحلوا أو تقتلوا.
السؤال هل مصر على مشارف تعطيل القوانين والعمل بأحكام جماعة الإخوان والتيار السلفي؟، هل سنغلق المحاكم ونلجأ إلى الجلسات العرفية لمشايخ التيار السلفى؟، هل قمنا بثورة 30 يونية لكى نستعيد دولة القانون أم لكي نحتكم إلى الخطاب الديني السلفي؟، ما هو دور الدولة؟، وما هى وظيفة الحكومة؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف