الوفد
علاء عريبى
جبهة البوليساريو ومملوك السورى
لا أعرف ما الذى يحققه النظام وأجهزته من التعتيم والعمل فى الخفاء؟ ما هو شعور قيادات النظام، وهى تخفى الكثير من المعلومات عن المواطنين؟، وما هو موقفها عندما تكشف البلدان الأخرى عما يقوم به نظامنا وأجهزته؟، ولماذا تصر على نفس أسلوب عملها الذى كانت تتبعه خلال فترة مبارك؟.
قبل أيام استقبلت مصر وفدًا من جبهة البوليساريو برئاسة خاطرى آدوه، وصل الوفد إلى مصر بدعوة رسمية، وشارك فى احتفالات 150 سنة برلمان بمدينة شرم الشيخ، وقد استقبل د.على عبدالعال رئيس البرلمان المصرى على هامش احتفالات 150 سنة وفد جبهة البوليساريو، واجتمع خاطرى آدوه بعدد من أعضاء البرلمان المصرى، وببعض رؤساء البرلمانات الإفريقية.
جبهة البوليساريو تأسست عام 1973، وهى حركة تعمل على تحرير الصحراء الغربية من الاحتلال المغربي، وتسعى إلى تأسيس دولة مستقلة جنوب دولة المغرب.
فى يوليو الماضى امتنعت مصر عن التوقيع على طلب إبعاد البوليساريو عن منظمة الاتحاد الإفريقي، مقابل عودة دولة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، وقد سبق وقاطعت المغرب الاتحاد منذ 32 سنة بسبب اعتراف الاتحاد بجبهة البوليساريو وضمها إلى عضويته.
ويذكر أن ملف البوليساريو من الملفات التى تؤثر على العلاقات بين القاهرة والمغرب، وسبق وتوترت العلاقات بين البلدين بسبب زيارة وفد مصرى لمخيمات تندوف (أقامت الحكومة الجزائرية المخيمات فى ولاية «تندوف» الجزائرية لاستقبال لاجئى البوليساريو)، وقد انتقد بعض السياسيين المغاربة استقبال القاهرة لوفد البوليساريو، وأرجعوا عودة مصر للعب بهذه الورقة إلى التقارب المغربى الخليجي، وأكدوا أن حكومة المغرب سوف ترد على مصر فى الوقت المناسب.
الخبر الثانى الذى وصلنا عن طريق وكالة «سانا» السورية، هو استقبال القاهرة، للواء على مملوك رئيس مكتب الأمن الوطنى السوري، زار مصر لمدة يوم واحد بدعوة رسمية، التقى خلال الزيارة باللواء خالد فوزى رئيس جهاز المخابرات المصرية، عدد من القيادات الأمنية، وذلك لتنسيق المواقف السياسية والأمنية، القاهرة استقبلت رئيس جهاز المخابرات السورية بعد اشتعال الأزمة بين مصر والسعودية، بسبب تصويت مصر على قرارين فى مجلس الأمن، وقد أجريت الزيارة وسط تعتيم شديد من الأجهزة المصرية، وبحمد الله قامت الحكومة السورية بالكشف عن الزيارة، تمامًا مثلما تعاملت مع وفد البوليساريو، وقامت الحكومة المغربية بالكشف عن الزيارة بتسريبها إلى وسائل الإعلام.
بالطبع نحن لا نتدخل فى عمل الأجهزة، ولا فى المغزى من هذه اللقاءات، لكن من حقنا معرفة ما يدور حولنا، وأن نعرف من خلال أجهزة الدولة وليس من أجهزة أو إعلام دول أخرى.
السؤال: لماذا لم تكشف مصر عن هذه الزيارات؟، ولماذا تصر على أسلوب التعتيم وعدم الشفافية، وإخفاء المعلومات عن المواطنين مثلما كانت تفعل خلال عصر الرئيس مبارك ومن سبقه؟، وما موقف هذه الأجهزة بعد كشف سوريا والمغرب عن اللقاءات التى أجريت بدعوات رسمية؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف