المساء
عبد اللة هاشم
هل نعود للماضي؟
نعم هذه حقيقة لا جدال فيها. الأخلاق هي الكلمة السحرية من يتمسك بها فقد نال كل مراد الأخلاق لما تحوي هذه الكلمة من معاني احترام الكبير والتعامل بأدب وارتقاء في لغة الحوار والأداء الخلقي. مع مرضاك لو كنت طبيبا الأداء الخلقي مع زبائنك لو كنت محاميا.. إلخ من تصرفات.
والسؤال هل ما نراه الآن يدخل وصفه في الأخلاق؟ الإجابة بالقطع من وجهة نظري لا.. انفلات مروري شديد وسيارات تفعل ما تشاء ومارة يفعلون ما يشاءون نعم انفلات أخلاقي بلطجية في الشوارع وتهديد وتطاول سافر. لم يعد هناك احترام وأصبحنا نتوقع أي شيء نزاعات وخصومات شخصية تجعلك تتطاول علي صديق أو جار أو رئيس في العمل. انحدار في مستوي الحديث والألفاظ وتجريح وتشهير بالناس دون أي قواعد. ولا أقصد من ثبت ضدهم اتهام إنما تشهير بأي شخص يصبح فجأة عرضة لحملات تشويه عند أهله وعشيرته.
أصبح من السهل جدا سب أي إنسان وتجريحه هو وأسرته والتطاول ضد العمل وإسفاف في التعامل بصراحة.. لم ينته زمن الأخلاق أبدا ولن ينتهي طلباتك لو فيها حق تجاب. لا جدال طلباتك تكون واضحة لا تستدعي سبا علنيا يحاسب عليه القانون.. وفي المواقع الالكترونية نسمع كلاما ونقرأ كلاما يدمي له جبين الشرفاء. وأتوقع لمن يقرأ هذا المقال أن يهاجم ويعتبرني رجلا قديم الطراز لكني أعتز بذلك لو ارتبط القديم بالأخلاق فهي كل ما نملك.
أيها السادة.. لقد شاهدنا العجائب في هذا الزمن انفلات أخلاقي داخل الأسرة وفي الشوارع وفي مواقع العمل وتعيش بطريقة خذ حقك بذراعك هي شريعة الغاب ولا يمكن لمصر أن تكون غابة أبدا.. أيها السادة من أجل هذه الثورة يجب أن نتحلي بالأخلاق والقيم فهي الوحيدة لبقاء الشعوب أرجوكم انتبهوا ليس بالتدني والإهانة تكسب المعارك. لكن بالأخلاق الحميدة ونبذ الخلافات الشخصية وتحدي النفس الأمارة بالسوء وتقديم المصلحة العامة علي المصلحة الشخصية نستطيع أن نسترد عافيتنا من جديد أخلاقيا وتربويا وعمليا.
صدقوني إننا نحتاج اليوم للعودة إلي جذورنا وأصالتنا وقيمنا المعروفة عن الشعب المصري الأصيل. الذي بني الأهرامات وحرر سيناء. ودافع عن الأمة العربية والافريقية. ورسم حضارات الشعوب.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
لكن يبدو أن تغيير الحال من المحال بعد أن فقدنا القدوة وأصبح كل همنا الانشغال بملذات الدنيا وشهواتها وحب المال والصراع من أجل الرفاهية والمناصب الزائفة.
شاهدنا قيادات غير مناسبة في مواقع هامة لكن الوساطة هي التي جعلته في هذا المكان علي حساب الشرفاء الذين يستحقون قيادة هذا المكان وأصبحنا نعاني من فشل كثير من الهيئات والمؤسسات علي يد هؤلاء الذين دخلوا هذه الأماكن من الأبواب الخلفية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف