الجمهورية
محمد نور الدين
"جبهة".. الالتزام والارتقاء
من سنوات.. والوطن يواجه تحديات شرسة.. ومخططات مغرضة.. تستنزف الكثير من قدراته وثرواته.. وللحق بقي ومازال صامداً أبياً.. واستطاع باستنهاض همم الأوفياء.. وبعطاء الأكفاء.. وببسالة الشجعان.. أن يجهض كل محاولات الفرقة والانقسام.. ويقطع كافة رقاب أهل الشر ويبتر أيادي الإرهاب الغادرة.. وتمكن من نشر مظلات الأمان في كافة الربوع والأرجاء.
كل يوم.. تتسع دائرة التحديات. ويتضاعف حجم الضغوط. وتتعدد ضربات الغدر.. تستهدف الإيقاع بالوطن.. وإيقاف عملية التنمية.. وقصم ظهر الاقتصاد القومي.. وضرب المصالح العليا في مقتل.. لكن صلابة الإرادة. وقوة العزيمة تقف علي الجبهة الخارجية بالمرصاد.. لكل من يحاول النيل والمساس بمكانة وهيبة الدولة المصرية.
تبقي الجبهة الداخلية.. السند الأعظم. والداعم الأكبر.. لاستقلال القرار. وثبات المبدأ. وصمود الدولة.. والتي يجب أن تظل علي حالها من الترابط والتماسك والتلاحم.. لا يفت في عضدها محبط أو مشكك.. ولا يثبط هممها خائن أو موتور.. والأهم أن ترتفع بسلوكياتها. وترتقي بتصرفاتها وتقترب إلي الله بالتقوي والالتزام.. وتبتعد عن سلبيات ومآخذ تقف حجر عثرة في طريق نهضة المجتمع نحو مزيد من الاستقرار.. وتعيق مسيرة البقاء أو التنمية..!
طبعاً.. يخف الضغط. وتنخفض المعاناة إن امتنع المتلاعبون عن المتاجرة بأقوات الشعب. وإذا أبي "المفتشون" التحالف مع أصحاب المخابز والبقالين لإخفاء السلع والمواد الغذائية.. ثم بيعه في السوق السوداء.. وإذا استيقظت ضمائر مهربي المواد البترولية وأنابيب البوتاجاز.. وإذا كف رؤساء المديريات عن الاختلاس وإهدار المال العام..!!
تظهر سريعاً نتائج المشروعات القومية.. إن كف رجال الأعمال عن سرقة أموال الدولة.. وإذا أعاد المغتصبون وواضعو اليد إلي الحكومة أراضيها وممتلكاتها.. وإذا تخلص الموظف من داء الرشوة.. وإن امتنع الجزارون عن ذبح الحمير.. وإن أقلع حراس الأمن عن سرقة أموال النذور والزكاة.. وإذا امتنع الصيادلة عن غش الدواء..!!
تتبوأ مصر مكانتها الطبيعية.. إن أبدي سائق "التوك توك" إخلاصه وولاءه لوطنه.. وإذا تخلص سائقو الأجرة والميكروباص عن الجشع والطمع.. وإذا اختفت ظاهرة "التبول" في الطريق العام.. وإذا تواري إعلاميو الفتنة والانشقاق.. وإذا تبادل الناس التقدير والاحترام.. وإذا اختفت أعمال البلطجة واختراق القوانين..!!
تتقدم مصر الصفوف.. إن التزمت سيادة المستشارة وخضعت لإجراءات الأمان عند السفر.. وإذا رضخ مأمورو الجمرك لخطوات التفتيش.. وإذا أتقن العامل صنعته. وتفاني الموظف في عمله.. وإن أخلص الفلاح لأرضه وزراعته.. و إذا أحسن "رجل الشرطة" معاملة الناس.. وإذا كف كل واحد عن وضع يده في جيب الآخر..!!
عندئذ.. لن تركع مصر أبداً.. بل تتعافي. وتقوم وتنهض وترتقي.. طالما سلمت الذمم.. واستيقظت الضمائر. وترفعت السلوكيات. وسادت الأخلاق النبيلة.. وتحكمت قواعد العدالة والإنصاف.. وفي المقابل.. تختفي طيور الظلام.. ويتواري المحبطون. وتندثر طائفة "النخبة الفاسدة".. ويتهافت العرب.. كل العرب.. علي نيل رضا وسماحة "المواطن المصري"..!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف