الجمهورية
احمد الشامى
"ما تاكلوش وماتناموش"
لم تكن كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي في الندوة التثقيفية ال 23 للقوات المسلحة بمناسبة الذكري ال 43 لانتصارات حرب أكتوبر والتي عقدت تحت عنوان "أكتوبر الإرادة والتحدي" وخاطب خلالها المواطنين قائلاً "عايزين يا مصريين تبقي عندكم استقلالية بجد. ماتاكلوش وماتناموش" وليدة المصادفة بل برنامج عمل لعبور الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر. خصوصاً أننا نتعرض لضغوط سياسية هائلة لنقدم تنازلات تمس كرامتنا ورؤيتنا لعلاج مشكلاتنا الداخلية والإقليمية فيما يحاول بعض أصحاب النفوس الضعيفة نشر شائعات عن توتر علاقة مصر بدول عربية شقيقة بسبب تصويت مصر في مجلس الأمن لصالح قرار روسي خاص بالأزمة السورية علي الرغم من أن الخلاف أساساً بين أمريكا وروسيا وزاد اشتعالاً في الفترة الأخيرة بسبب عدم الاتفاق بينهما علي فصل المعارضة المسلحة المعتدلة عن "جبهة النصرة" ذراع "القاعدة" في سوريا علي الرغم من تغيير اسمها إلي "فتح الشام" يوم 28 يوليو الماضي برعاية قطرية.
وما يحدث علي الأرض الآن في سوريا أن أنقرة والدوحة يحاولان ضم هذه الجماعة الإرهابية إلي "الجيش الحر" الذي لم يعد له وجود وحل بدلاً منه "جبهة النصرة" و"داعش" و"حركة أحرار الشام" وغيرها من الفصائل والتنظيمات التي تختلف في أيدولوجيتها ولا تتفق إلا في الفكر الإرهابي وهو ما يعني أن الدولتين تسعيان إلي الضغط علي بعض الدول ومنها مصر بالاعتراف بهذه التنظيمات بأنها "معارضة معتدلة" بهدف تنفيذ مشروع تصعيد "الإخوان" إلي حكم سوريا بمباركة أمريكية لتكون البداية لإقامة دولة الخلافة تمهيداً لتطبيقه في دول عربية أخري بعد ذلك وهو ما ترفضه القاهرة. إذ أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي مراراً وتكراراً أنه مع الحل السياسي للأزمة وعدم التدخل في الشأن الداخلي واحترام إرادة الشعب ومكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة والعمل علي التوصل لحل سياسي للأزمة يحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية ويفسح المجال لجهود إعادة الإعمار وتالياً ليس في أدبياتنا إقامة دولة إخوانية إرهابية في سوريا.
هذه هي سياسة مصر المعلنة التي لم ولن تتغير. لأن مصر لا تبيع ضميرها أو إرادتها ومواقفها ثابتة. وتالياً لا يمكن أن نسير خلف تركيا وقطر اللذين يعملان بالوكالة لصالح واشنطن. ونوافق علي إرسال جيش مصري لمحاربة الجيش العربي السوري الذي ساند مصر في حرب أكتوبر. أو نوافق علي إقامة دولة إخوانية في سوريا لمجرد إرضاء بعض الأطراف الإقليمية أو الدولية فالسياسة المصرية الخارجية حريصة علي عدم التدخل في الشئون الداخلية لأشقائها العرب. "إلا في حال وجود تهديد مباشر لها" ولذا كان الرد سريعاً علي ما قاله الرئيس في الندوة التثقيفية بأن "مصر لا تركع إلا لله" بالهجوم علي إحدي نقاط التأمين بشمال سيناء مما أدي لاستشهاد 12 من أبطال القوات المسلحة وكان قصاص جيشنا فورياً إذ قتل 15 من المهاجمين وفي اليوم التالي ثأر لأبنائه بضربة جوية تمكنت من تدمير مواقع التنظيمات الإرهابية في وسط سيناء وقتلت العشرات منهم وجاء الحادث بعد أيام فقط من تحذيرات أمريكية بوقوع حادث إرهابي كبير في مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف