الجمهورية
صلاح عطية
أم الشهيد.. وجاهل التوك توك
كانت مصر كلها تتحدث عن أم الشهيد إسلام.. هذه السيدة العظيمة التي أكدت أصالة الأم المصرية التي رضيت بقضاء الله واحتسبت ابنها شهيدا في سبيل وطنه.. بنفس يملؤها الإيمان بالله سبحانه وتعالي وبالوطن الذي نعيش في رحابه.. والعيش فيها كما قال الراحل الكريم البابا شنودة.. ثم يحتسب عند الله اثنا عشر شهيدا آخرين في عدوان غادر ولا نلبث أن نحتسب في كل يوم وفي كل ساعة شهداء آخرين يقدمون أرواحهم فداء لوطنهم.. مصر هذه التي يتواصل فيها البناء مع الشهادة.. وأيضا للأسف مع الغدر والتآمر والإرهاب الذي توحش.. ولكن إلي نهاية بإذن الله تصحوا علي كلمات لمقدم برامج جاهل بما يذاع وما لا يذاع.. وجاهل بما يسمع ولا يعي.. وجاهل ينقل كلمات كان في امكانه أن يفندها جميعا.. لو كان يدرك آداب مهنة امتهنها وهو ليس من أهلها ولو كان حسن النية لفعل.. ولكنه كان سعيدا بما يسمع.. فقد تدرب وتربي علي أحاديثه مع مرسي.. ثم تربي مع برامج عن الجنس التي تؤذي مشاعر كل أسرة مصرية تقتحمها برامجه.. ومن شابه أباه فأظلم.
لا أريد أن أقارن بين كلمات قالتها هذه الأم المصرية العظيمة.. فدخلت كل بيت مصري وأبكت الجميع حبا في هذا الوطن وتقديرا لتضحيات شهدائه وأمهاته وكلمات قالها هذا الدعي المأجور.. وأذاعها جاهل بآداب المهنة وتقاليدها.. المقارنة غير واردة وأيضا غير مقبولة.
أما الكلمات التي قالها خريج التوك توك.. ذلك الذي بقي من مرسي وأصدقائه فهي كلمات مردود عليها جميعا.. وكان يجب ألا تترك.. ولا تفند فهي سم بنصها ومعانيها التي تتناقلها كتائب الجماعة الإرهابية.. وتسمع نفس الكلمات التي قالها فيما يبعثون به عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وأود أن أشير إلي بعض ما قاله.. وبغير ترتيب بادئا بما قاله عن المشروعات القومية التي يقول عنها: "لا لزوم لها.. ستدخلنا في الحائط".. وهذا كلام يتكرر في صفحات الكتائب الاخوانية.. وينقله جاهل لا يفهم ما يقوله.. وان كان يعرف ما يقصده تماما من تسفيه لكل جهد وتشويه لكل انجاز.. هؤلاء لا يريدون لمصر أن تنهض ولا يريدون لها أن تبني شيئا.. ولا يريدون لنا أن نقدم شيئا للمستقبل.. فضلا عن الحاضر.. هذا الجاهل ومن لقنه هذه الكلمات ان كان مباشرة أو عن قنوات اخوان الشر أو كتائبهم الالكترونية.. يتجاهل ان العمل في هذه المشروعات القومية فتح أبواب الرزق الشريف لنحو ثلاثة ملايين شخص واستوعب أيضا العائدين من ليبيا دون أن يشعر أحد بمشكلة من عودتهم.. وهو إلي جانب ذلك يضيف لمصر بنية اساسية ومشروعات انتاجية.. تغير الحاضر وتمهد الطريق إلي تقويض سنوات التخلف.. وبناء دولة عصرية فضلا عن فتح آفاق الرزق وتقدم الطرق والكباري والأنفاق ومشروعات المساكن لأكثر من مليون سكن وننقل سكان العشوائيات إلي مساكن آدمية كما حدث في الأسمرات وفي غيط العنب وكما سيحدث للعشوائيات علي امتداد عامين.
هذا الجاهل الذي يتباكي علي مصر هو وأمثاله من كتائب الشر.. هم من أوصلونا إلي ما يحاول السيسي إصلاحه.. كتائب الشر هذه والجماعة الارهابية التي استغلت 25 يناير لتدمر مصر مع حلفائها من كتائب 6 ابليس وكتائب الاشتراكيين الثوريين وكتائب حقق الإنسان الممولين من الغرب وأمريكا.. كل هؤلاء دمروا مصر وهدموا اقتصادها واستهلكوا احتياطيها.. ثم جاء حكم جماعة الشر لتجهز علي مصر.. لولا ان شعب مصر وابناءها البررة لم يقبلوا بهذا الحكم وخرجوا ليزيحوه.. وجاء السيسي رئيسا منتخبا بالأغلبية بعد عام من سقوط هذه الجماعة وافتضاح نواياها في بيع الوطن وتمزيقه.
جاء السيسي لينقذ مصر بعد أن أمعنوا في حرقها وتخريبها وتدميرها واستوردوا الإرهاب إلي سيناء.. نحن لم نصنع هذا في أنفسنا.. وإنما صنعته هذه العصابات وجاء السيسي ليزيل آثار هذا العدوان.. ونحن معه وعلينا أن نسانده بالبناء معه وليس بالهدم واشاعة اليأس والاحباط والاستسلام لحصار عصابة الشر بمشاركة دول محور الشر.. يريدون تمزيق هذا الوطن وهدمه وتدمير اقتصاده وحجب السياحة عنه ويدبرون جريمة اسقاط الطائرة الروسية لتتوقف السياحة.. وينهار الاقتصاد وتتوقف أكثر من 70 صناعة وخدمة ترتبط بالسياحة ويمنعون عنا موارد السياحة من العملة الصعبة التي وصلت إلي 13 مليار دولار قبل يناير ..2011 ثم يتآمرون أيضا بجمع العملة الصعبة من المصريين في الخارج ليحجبوا ايضا هذا المورد الذي كان يصب في اقتصاد مصر أكثر من عشرين مليار دولار.. هذا كله خرج من السوق ومن تحويلات البنوك.. فكيف لا يرتفع سعر الدولار مع الندرة ومع مضاربة تجار العملة من جماعة الإخوان الإرهابية.
ويتحدث الدعي الجاهل عن الاحتياطي.. ويدعي ان مصر كان لديها ثاني احتياطي نقدي في العالم.. وهو أمر غير صحيح ولكن من أضاع احتياطي مصر من العملات الحرة؟! أليست كتائب الشر التي دمرت مصر وتجار العملة الإخوان الذين ضاربوا علي الدولار فاستهلكنا ذلك الاحتياطي في محاولة الحفاظ علي سعره من ناحية.. وفي شراء الغذاء والدواء من ناحية أخري.. بعد أن توقفت السياحة وتوقف الاستثمار بعد يناير .2011
وجاء السيسي ليرث تركة مثقلة.. بينما ذلك الدعي يقول ان كل شيء كان متوفرا قبل انتخابه.. فهل كانت كذلك الكهرباء التي أنهي السيسي أزمتها وهل كانت كذلك أزمة البنزين والسولار والبوتاجاز وغيرها وغيرها التي انهاها السيسي؟! أما الأرز ثم السكر فهي كل أزمات مصطنعة يفتعلها تجار الإخوان والتجار الفاسدون.. مضاربات يدفع إليها الضمير الفاسد من عصابات الاخوان وأهل الشر.. تحريضا علي الفوضي ودفعا لليأس والاحباط.. ولكنها أزمة ستنتهي حتما.
ويتباكي هذا الدعي علي العدالة الاجتماعية ويتغافل هو ومقدم برامجه الجاهل بما يسمع والذي لا يعي بدوره.. الاثنان يتجاهلان معاش تكافل وكرامة لمليون أسرة ويتجاهلان زيادة المعاشات ويتجاهل المساكن البديلة للعشوائيات ويتجاهلان مليون مسكن لمليون أسرة.. ويتجاهلان اعتمادات اسكان ترتفع من صفر قبل عام 2011 إلي 64 مليار هذا العام.
حديث ذلك الجاهل عن اقراض مصر لبريطانيا غير حقيقي.. مصر لم تقرض بريطانيا بإرادتها كانت بريطانيا كدولة احتلال لمصر تستولي علي ناتجها لصالح مجهودها الحربي وتقيد علي النوتة فنشأ ما كان يسمي بالأرصدة الاسترلينية لدي بريطانيا.
كذلك حديث ذلك الدعي عن دول الخليج لا يعبر عن مصر.. فمصر لا تتنكر لمن وقف معها.. كما انها لا تقبل لأحد أن يتحكم فيها.. ولا يجب أن ننسي دول الخليج التي وقفت معنا وايدت ثورة 30 يونيو ثم ساندتنا في أزماتنا.. اساءة هذا الرجل إلي دول الخليج هو ما تسعي إليها جماعة الاخوان الارهابية لاحداث شرخ في علاقتنا بها.. ثم التباكي علي مصر.. واشاعة اليأس والاحباط.. هو هدف تسعي إليه جماعة الإخوان الارهابية.. ومكانة مصر يصنعها أبناؤها وقواها الناعمة وغير الناعمة.. واحترام كل منا لجهد الآخر والعمل بجد لمواجهة أزماتها وزيادة قدراتها.
واختتم هذه الكلمة بتعليق علي كلماته عن الناس اللي فوق.. واقول ان الناس اللي فوق هم أهل مصر جميعا.. مصر فوق رأسنا جميعا.. وصورتها في الخارج هي صورتنا جميعا.. ولن تدرك انني وأمثالك كيف يمكن تحسين صورة مصر واسترجاع السياحة إلي مصر بالاحتفاء بمثل هذه المناسبات التاريخية التي ان كانت غير موجودة فالبعض يفتعلها.. ليضع بلده في الصدارة أمام العالم.. فما بالك وهي موجودة.. وهي مثار فخر لنا جميعا.. ليس بين جيراننا واخوتنا فحسب.. بل أمام العالم كله.. فهذه قوة مصر الناعمة التي تحسن من صورة مصر وترفع من شأنها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف