الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
كيف تنجح الصحف المسائية؟!!
بعد أن أصدرنا جريدة "المساء" في 6 أكتوبر 1956 في مبني إدجار جلاد باشا في 11 شارع الصحافة أمام دار "أخبار اليوم".. زارنا الصحفي الكبير علي أمين للتهنئة وروي لنا لماذا تنجح الصحف المسائية في أوروبا وأمريكا.. بداية يجب أن تصدر الجريدة المسائية من دار تملك جريدة صباحية كبري.. وتعتبر الجريدة المسائية امتداداً للجريدة الصباحية.. الدسك في الجريدة الصباحية يعمل حتي الثانية صباحاً.. ثم يبدأ الديسك في الصحيفة المسائية عمله في الساعة الثانية صباحاً. بعد أن يتسلم من ديسك الصباح كل الخيوط والأخبار الداخلية والخارجية. لكي تكمل الصحيفة المسائية ما بدأته الصحف الصباحية.. مع تغطية كل ما يحدث داخلياً وخارجياً بعد الثانية صباحاً حتي الظهر.. علي أن تكون الصحيفة المسائية أوراقها قليلة وأسعارها أرخص كثيراً. شبه ملحق للصحيفة الصباحية.. وهكذا القارئ يكون مع أحداث اليوم كله بالتفصيل الكامل بالصور والتعليق عليها.. خاصة المباريات الرياضية المسائية.
بهذه الطريقة تجد أن الصحيفة المسائية لا يقل توزيعها كثيراً عن الصحيفة الصباحية.. وبذلك يزيد التوزيع وتزيد الإعلانات.. وكله مكسب كبير للدار الصحفية التي تستولي علي القارئ طوال اليوم.
* * *
فكرة رائعة مطبقة في الخارج بنجاح كبير.. ولكن كان من الصعب تطبيقها في "المساء" التي كانت تصدر من دار في شارع الصحافة و"الجمهورية" تصدر من دار في شارع زكريا أحمد.. ثم بداية "المساء" كانت يسارية لأبعد الحدود. لا تصلح أن تكون امتداداً ل"الجمهورية الصباحية".
* * *
بدأ التفكير في دار "الأخبار" لإصدار "صحيفة مسائية" بهذه الطريقة. ووصل التفكير إلي اقتراح أن يتولي علي أمين مسئولية الصحيفة المسائية كرئيس تحرير متفرغ. ويتفرغ مصطفي أمين للأخبار الصباحية كرئيس تحرير وحيد!!!... ولكن كانت الأحداث المحلية أسرع. فلم تر الفكرة النور!!
* * *
كان المرحوم علي أمين صاحب أنجح عمود صحفي تحت عنوان "فكرة".. وعندما مات علي أمين استمر مصطفي بك في كتابة العمود تحت نفس العنوان. دون أن يأخذ بريق وشعبية وسلاسة أسلوب توءمه علي بك.. رغم أن عمود مصطفي أمين هو أول وآخر عمود صحفي كان ينشر يومياً في جريدتين في يوم واحد.. الأخبار والشرق الأوسط.. كان مصطفي بك يكتب العمود فيرسله بالفاكس إلي دار جريدة الشرق الأوسط قبل أن ينزل إلي مطبعة الأخبار.
* * *
عمود علي أمين في آخر يوم من حياة أم كلثوم الذي طلب من القراء الدعاء لها بالشفاء.. هذا العمود أبكي القراء مرتين.. مرة حينما قرأوه. ومرة حينما استمعوا إليه في حلقات مسلسل "أم كلثوم" تأليف محفوظ عبدالرحمن. وإخراج إنعام محمد علي.
كان لعلي أمين سلسلة أعمدة بعد صدور قانون تأميم الصحافة.. كانت السلسلة تحت عبارة: إذا خطفوا القلم من يدي وحطموه. سأحول سيارتي إلي تاكسي وسأكون خير سائق تاكسي لأنني سأعمل كذا وكذا.. وهكذا استعرض بعض المهن الأخري.
الصحافة موهبة قبل وبعد أي شيء آخر!!.. ليس كل من يمسك قلماً "صحفي" يقرأ له الناس!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف