مرسى عطا الله
انهيار موشى ديان فى مكتب جولدامائير
كان الثلاثاء 9 أكتوبر رابع أيام الحرب هو أسوأ وأسود يوم فى تاريخ العسكرية الإسرائيلية على حد تعبير الجنرال حاييم هيرتزوج عميد الخبراء والمحللين العسكريين فى الدولة العبرية
فى ذلك الوقت لأنه هو اليوم الذى شهد انهيار الروح المعنوية للقيادات العسكرية الإسرائيلية بشكل غير مسبوق بعد أن قام وزير الدفاع الإسرائيلى موشى ديان وأركان حربه بزيارة إلى الجبهة لم يتمكن خلالها من الاقتراب من الخط الأمامى على طول قناة السويس فعاد مسرعا إلى تل أبيب واتجه إلى مكتب جولدامائير رئيسة الوزراء وهو فى حالة ذعر.
وطبقا لما ورد فى مذكرات هنرى كيسنجر مستشار الأمن القومى الأمريكى وما ورد فى الكتاب الإسرائيلى الشهير "المحدال" ومعناه باللغة العربية "التقصير" فإن ديان لم يكن على لسانه سوى عبارة واحدة هي: "لابد يا جولدا أن تعاودى الإلحاح على واشنطن للإسراع بإرسال الأسلحة والمعدات التى سبق أن وعدنا الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون بها... وحسب هذه الروايات الموثقة فإن جولدامائير لم تتمكن من تهدئة موشى ديان إلا بعد أن أدارت قرص تليفون الخط الساخن مع واشنطن وطلبت إلى سمحا دينتس: سفيرها فى واشنطن أن يطلب لقاء عاجلا مع المسئولين فى البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأمريكية لعرض صورة الموقف الصعب الذى تواجهه إسرائيل فى هذه اللحظات العصيبة.. وقد حاول هنرى كيسنجر طمأنة السفير الإسرائيلى بموافقة نيكسون على كل طلبات إسرائيل ولكن نائب السفير الإسرائيلى اقتحم الاجتماع حاملا برقية شفرية عاجلة من تل أبيب.. أغيثونا وإسرائيل مستعدة لقبول وقف فورى لإطلاق النار دون أى شروط" وشكلت واشنطن مجموعة طوارئ وأبدى أحد المشاركين فيها ملاحظة قال فيها:" لقد تحطمت أسطورة إسرائيل التى لا تقهر".. وقال آخر: " من المؤسف أن يحدث ذلك".. وانطلق أكبر جسر جوى أمريكى لإمداد إسرائيل بالأسلحة والمعدات