الوفد
محمود الشربينى
سواق التوك توك.. فى عيون عربية!
قبل أن تقرأوا: لمعت إلى ذهنى المقولة الخالدة لـ«إمام المتقين» على بن أبى طالب: «اعرفوا الرجال بالحق ولا تعرفوا الحق بالرجال» بينما أنا أتابع كل ما يكتب عن «سواق التوك توك».. سواء فى القاهرة أو فى الكويت! لماذا الكويت، لأن الكويتيين انشغلوا أيضاً وربما أكثر منا بـ«التوكتوجى أفندى» خريج التوك توك كما يصف نفسه، حتى إن مقالات نشرت فى الصحف لكتاب كويتيين، منهم دكتور حمود الحطاب وهو من الأسرة التعليمية، الذى كتب متأسفاً على الرجل، وضمن مقاله كلاماً خطيراً.. فقال بسخرية شديدة وسأنقل جملاً بعينها بين الأقواس مختارة من مقالته: «أبكيتنا حزناً وأبكيت تسعة وتسعين مليون مصرى معك.. نطقت باسمهم.. وقلت ما يختلج فى صدورنا وصدورهم.. وبعدها يا حبيبى استوقفك حاجز شرطة لطيف فقد كانوا يبحثون عنك بين آلاف التكاتك.. الشرطة اللطيفة استطاعت العثور على صاحب التوك توك.. وبالصور والفيديوهات التقطوا صورك يا حبيبى وأنت تحت أقدام أحد أفراد الشرطة وهو يضع حذاءه فوق رأسك».
أما الكاتب الكويتى ومستشار التحرير بإحدى الصحف اليومية الكبرى فقد كتب لى رسالة من سطر واحد يقول فيها: «راعى (يقصد صاحب التوك توك) على راسى نفسى أقابله».
ما الذى جعل «راعى التوك توك» شخصية عربية بامتياز ومحل كل هذا الاهتمام؟.. هل كان بليغاً ومعبراً ولمس الأوتار وقال ما يريد أن يقوله الناس؟.. هل أحس الناس بصدقه؟.. وهل هى مقولة صحيحة أن البلد هزها «سائق توك توك»؟
لم يناقش أحد ما قاله السائق بموضوعية.. قد يكون محقاً فى بعض الأمور، قد تكون بلاغته نتاج حرقة دمه من الغلاء وانسداد الأفق.. قد يقول ما يردده قطاع عريض من الناس «عض يدى ولا تعض رغيفى».. ولا تشيد مشروعات قومية كبرى بأموالى فتقتلنى اليوم على أمل أن تحيينى غداً، فأنا لا أعرف ماذا يخبئ لى؟.. كيف «طلعنا القطط الفاطسة» فى حديث التوكتوجى؟.. لماذا انشغلنا بأصله وفصله وإن كان إخوانياً أو أن حماه يدير مدرسة خاصة إخوانية؟.. ليكن من الإخوان، فهل كان كادراً إخوانياً؟.. وهل يستطيع الإخوان أن يتحدثوا بهذا المنطق وهذه البلاغة؟ (تبقى مصيبة!) ويقولون لك إنه كان يضع «الإيربيس» الذى يضعه المذيعون فى آذانهم، فى إشارة إلى أن أحداً ما كان يقوم بتلقينه؟.. فكيف لا نتحقق من صحة هذا الكلام؟.. إن كان هناك من لقنه فكان أوجب أن يحقق معه، وهو عمرو الليثى ومساءلته ومواجهته بصور «الإيربيس» المنشورة! فإن ثبتت ضاعت معها مصداقيتهما، أما إن كان مواطناً عادياً، وكان متعاطفاً -وليس كادراً- مع الإخوان، فكان أحرى بنا أن نناقش ما قال وأن نتساءل: هل أصبحت مصر مثل الصومال ولماذا خلط العصور بعضها البعض؟ فمن يتحدث عن مصر المقرضة فى الأربعينيات ثم مصر المقترضة فى الألفينيات وجب سؤاله ليفهم كلامه.
بعدما قرأنا: هل صحيح ما ذكره الكويتى حمود الحطاب بأنه تم القبض على صاحب التوك توك وهرس رأسه بالحذاء؟.. أظن أن الأمر غير صحيح.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف