المساء
محمد عمر
فهلوة المصريين!
زمان كانوا يطلقون علي المصري بأن دمه خفيف وابن نكتة ولكن من الواضح أنه أصبح غير ذلك بسبب الهموم التي تلاحقه من كل جانب.. ولذلك استخدم هوايته الأخري لتكون بديلا عن الدم الخفيف وهي "الفهلوة" والتي اشتهر بها أيضا من قديم الزمان.
الفهلوة التي أقصدها هي فهلوة الغش.. فقد ظهرت في الشهور الأخيرة حيلة جديدة تستخدمها الشركات وسلاسل المحلات التجارية والهايبرات والأفران لغش وخداع الناس عن طريق بيع السلع بأسعار مخفضة بحجة محاربة جشع التجار بينما في الحقيقة يخفضون من أوزانها فالكيلو يكون 800 جرام بدلا من الألف وطوال عمرنا نعرف أن الدستة في أي شيء تكون 12 قطعة لكن الآن وبقدرة قادر أصبحت 10 فقط وإذا اكتشف صاحب الحظ السييء هذه الخدعة يقولون له إن تقليل الوزن مقابل خفض السعر حتي في الفجالة يبيعون دستة الكشاكيل والكراسات علي أساس 10 قطع أو 8 لإيهام أولياء أمور الطلاب بأنهم أرخص من غيرهم.
حتي الأفران تتسابق معظمها في تخفيض وزن رغيف العيش والفينو و"الكيزر" و"الباتيه" وغيرها فبعد أن كان الرغيف في الماضي يكفي الشخص أصبح الان لا يكفيه ثلاثة أرغفة في الوجبة الواحدة نتيجة صغر حجمه.. لذلك دائما ما تقول السيدات إن كل شيء أصبح لم يعد فيه بركة.. قس علي ذلك العديد من السلع التي يتفنن أصحابها في بيعها بثمنها ظاهريا بينما هم في الحقيقة غشاشون أي أن البيع بالثمن المعلن ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه العذاب.
علي ما أعتقد أن هناك إدارات لمكافحة الغش المختلفة بالحكومة لكنها مثل غيرها لا نسمع مرة أنها ضبطت تجارا يتلاعبون بالأوزان وإحالتهم للنيابة رغم أن مخالفة الوزن أو أي بيانات مدونة علي العبوة لطبيعة المنتج يعتبر مخالفة صريحة وجريمة يعاقب عليها القانون.
الأسئلة التي نبحث عن إجابة لها.. أين مباحث التموين وإدارة الغش التجاري وحماية المستهلك من هذه المهازل؟.. فغش الأوزان ليس مقصورا علي السلع الغذائية فحسب بل هناك أدوية ومستحضرات طبية تم غشها أيضا وتباع في بعض سلاسل المحلات التجارية والهايبرات ناهيك عن الأسماك والخضراوات والدواجن المجمدة ومنتجات الألبان وغير ذلك.
علي حكومة شريف إسماعيل إذا كانت غير قادرة علي مواجهة هؤلاء النصابين أن ترحل لأن الناس فاض بهم الكيل ولم يعد يعرف المواطن من أين تأتي له الضربات من حكومة كل همها أن تفرض أعباء جديدة من قيمة مضافة وغيرها وتحيلها لمجلس النواب الذي يقوم بدوره بالتصديق عليها في ساعات ليدفع الشعب المسكين والمغلوب علي أمره الثمن.
إشارة حمراء
هناك مثل يقول "اللي علي رأسه بطحة بيحسس عليها" هذا المثل ينطبق علي المسئولين الذين رفضوا وشجبوا واستنكروا ما قاله خريج التوك توك الذي ظهر في برنامج عمرو الليثي رغم أن هذا الرجل قال ما يقوله الآلاف يوميا علي المصاطب والمقاهي وفي العمل.. فالسائق أعلن عن معاناته واكتوائه بنار الأسعار ولم يعد يعرف كيف سيعيش هو وأولاده بهذه الطريقة.. واضح أننا نريد جنازة لنشبع فيها لطما.. فسائق التوك توك لم يرتكب ذنبا أو جرما يعاقب عليه وبدلا من أن نحاسبه علينا أن نبحث عن حلول نحاول بها سد رمق الجائعين حتي ولو لم يكن بينهم خريج التوك توك هذا سواء كان إخوانيا أو غير إخواني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف