المساء
هالة فهمى
الثقافة ونهر النيل وأنا!!
تقترب الطائرة من الأرض فتتعانق العيون بالشريان الذي يجري في دمائنا منذ الخلق للنيل الخالد.. تستمتع عيونك بمساحة من النجوم السابحات علي صفحتي النيلين الأبيض والأزرق.. فتغلف بالسعادة والراحة.. ثم تهبط لأرضك ووطنك وامتداد شريانك.. انه السودان السمراء المهذب الراقي.. قد لا تجد بذخاً في المكان كما في مطارات أخري.. لكنك تستشعره في النفوس التي ترحب بك كشقيق جاء إليهم من مصرهم الحبيبة.. يا الله.. كم لهذا الشعور من بهجة في نفسي.. فنحن العرب مهما اختلفنا سياسياً لا تتفرق الشعوب ولا تتأثر.. وكأن من كانوا يحكمون ويسمحون بالفُرقة أحياناً ليسوا منا ولا يمثلوننا.. فالشعوب متماسكة متحابة.. ولم لا والنيل واحد والمصاهرة التي جمعتنا أبداً لم تسمح بفرقتنا.. وها هي الثقافة ترتق كل ثقب يحاول الاستعمار الحديث خلقه.. ثقافتنا وهويتنا التي جعلتنا شعباً واحداً تعددت روافده.. لكننا ننتمي لوطن واحد ألا وهي لغتنا العربية.. نعم فالوطن لغة وثقافة واحدة.. تفعل ما لا يقدر عليه أعظم الساسة وأمكرهم.. ويؤكد علي هذا المفهوم الكثير من الفعاليات والكيانات التي تسعي لجمع شملنا ليس عربياً فقط وإنما أيضاً إفريقياً حيث المصير الواحد.. من هذه الكيانات مجلس الشباب العربي والإفريقي الذي جمع في تأسيسه الدول العربية والإفريقية ونثر رؤيته لتغطي دول المنطقة داعماً لنشر ثقافة السلام.. مؤمناً بأن الثقافة كنهر النيل لن تنضب.. تنتشر من الجنوب للشمال مطوفة شرقاً وغرباً لتروي القارة السمراء وتغذي عروبتنا.. مؤمنة بأن قوتنا تعود بنشر ثقافتنا الواحدة.. هكذا آمن د.عوض حسن الأمين العام للمجلس وكل من معه من شباب وشيوخ وخلفهم دولة مؤمنة بأنها لن تتقدم إلا لو أفسحت المجال للشباب المبدع الخلاق فكانت المبادرة التي تبناها النائب الأول لرئيس الجمهورية السودانية الفريق أول ركن بكري حسن صالح وهي مسابقة "أفرابيا" للآداب والفنون وقد حرصت أمانة المجلس أن يكون التحكيم دولياً بمشاركة من خارج السودان للشفافية ودعم الفائزين برؤي عديدة.
مجلس الشباب العربي والإفريقي يحمل أجندة مفعمة بالانطلاق نحو مستقبل جديد يحمل الابداع الشاب لتجديد الدماء وتوحيد الثقافة لتصبح قوة تواجه تحديات الغرب الذي ما سيطر علي أوطاننا إلا بالثقافة.. فتمكن عن طريقها تغيير الأنماط التي تعودنا عليها فيما يخص غذاء الروح. غذاء البدن.. فتغيرت أخلاقنا وعاداتنا وكدنا نفقد هويتنا الحقيقية ألا وهي اللغة الأم التي وحدتنا قديماً وتعود لتوحيدنا لو أحييناها فينا.
فتحية للسودان الشقيق متمثلاً في مجلس الشباب العربي والإفريقي بقيادة الأمين العام د.عوض حسن ونائب الرئيس الذي مثل جنوب السودان فيليب لورانس.. ومن الشباب المؤمن بأن حل جميع مشاكلنا في وحدتنا الحقيقية.. الإعلامي محمد الشريف.
تحية للشعب الذي عبر عن سعادته بزيارة الرئيس المصري لأرضه رافعاً شعار سنظل وحدة رغم أنف كل من يسعي لفرقتنا ومحبتي شعب وادي النيل وللحديث بقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف