المساء
محمد فؤاد
الحب .. ذلك المعتوه!!
في رائعته "الحب في زمن الكوليرا" يقول "جابريل جارسيا ماركيز" الكاتب الكولومبي: "لقد علمته الشيء الوحيد الذي عليه ان يتعلمه عن الحب. هو أن لا أحد يستطيع تعليم الآخرين الحياة".. وعندما نعي إلينا الناعي خبر وفاة الشاعر والإنسان "فاروق شوشة". تذكرت علي الفور كتابه الرائع "احلي 20 قصيدة حب في الشعر العربي" الذي جمع فيه الإعلامي الراحل بين دفتيه تجارب انسانية حية للشعراء العرب والمصريين.
تلك القصائد تشكل في مجملها وثيقة شعرية وعاطفية فريدة. تعطي لحناً أساسياً ممتداً. متعدد الايقاعات والأنغام. متنوع المقامات والضروب لتعبير الشاعر العربي عن الحب. وما أروعه من تعبير. وكذلك تكشف عن جوهر الشخص العربي - إنساناً وشاعراً - في نظرته إلي الحياة والوجود من خلال المرأة.
أما لماذا كان الحب. معتوهاً؟!
ذلك. لأن قصصه انما ليست مليئة بالمشاعر والأحاسيس فقط. بل بنهايتها السعيدة أحياناً والنهايات المأساوية أيضاًأو الموت والاختفاء. أو الجنون أو التضحية بالنفوذ!!
تحدث شوشة عن "المنخل اليشكري" والذي اتهمه "النعمان بن المنذر" في امرأته "المتجردة". وكانت بارعة الجمال فأغرقه أو دفنه حياً. وضرب به المثل لمن هلك ولم يعرف له خبر. وكانت "فتاة الخدر" هي قصيدته الشهيرة التي قالها في زوجة النعمان.
كما يذكر قيس بن الملوح أشهر العاشقين وأحد أعلام الحب العذري. والذي ضرب به المثل للعشق الصادق الذي صرع صاحبه!!
أما في روايته. فقد ركز "جارسيا" علي الحب. فيري أنه موجود في كل زمان وكل مكان. ولكنه يشتد كلما اقتربنا من الموت. تروي أحداث الرواية قصة حب بين رجل وامرأة منذ المراهقة. وحتي ما بعد بلوغهما السبعين. وخلال ثلاث سنوات لم تكن حياتهما إلا الواحد من أجل الآخر.. وبرغم افتراقهما لزواجها من آخر. إلا انهما يلتقان بعد وفاة زوجها. فيدعوها لرحلة علي متن احدي سفنه. ولكي لا يفترقا مرة أخري. يشيع ان السفينة موبؤة بالكوليرا. ويتخلص من بقية المسافرين لتظل في عرض البحر. ولا ترسو إلا للتزود بالوقود فقط. ويعيش الحبيبان في عشهما ولا يباليان بعمرهما الذي يكبر. لتكون حياتهما حباً للحب ليس إلا..
كما ان فيلم "تايتانيك" الذي يكشف عن كارثة تلك السفينة. قد أظهرها عن طريق قصة حب بين اثنين من ركابها. وانتهت بأن ضحي الحبيب بنفسه لكي تعيش محبوبته!!
وليس هناك أدل من عته الحب وجنونه. سوي تنازل "ادوارد الثامن" ملك انجلترا عن عرشه مقابل زواجه من مستر سيمبسون. تلك المرأة التي لا تجري في عروقها الدماء الملكية!!
كما انه ليس هناك أجمل مما قرأته. وكتبه صديقي عن محبوبته "أنت الحياة عندما تكون جميلة. وأنت الحب عندما نعشق".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف