محمد عبد القدوس
ليس من الإسلام: (صاحب الوجهين بلوى على بلادنا)
هناك حديث نبوى شريف وشهير يحذر من صاحب الوجهين.. الذى يأتى هذا بوجه وذاك بوجه آخر! يعنى منافق كبير واعتبره من شر الناس.. والمؤسف أن صاحب الوجهين هذا مستوطن فى بلادنا!! وأراه بلوى عليها وهو من الأمراض الخطيرة التى نشكو منها.. وتجده فى كل مكان ومنتشر بين الإسلاميين وخصومهم من العلمانيين وكذلك التيار اليبرالى والمتأثرين بالثقافة الغربية. وأذكر أمثلة تؤكد وجهة نظري.. وأبدأ بواحد إسلامى يستحق عشرة دقيقة على عشرة فى عبادته.. وعلاقته ممتازة مع أقرانه من الإسلاميين.. لكن له وجه آخر يتمثل فى علاقة سيئة مع غير المتدينين! وتزداد سوءا إذا كان قبطيا! وبالطبع ليس هذا من الإسلام.. فالمتدين يجب أن تكون أخلاقه حلوة مع الجميع! وإذا نظرت إلى علاقة صاحبنا صاحب الوجهين مع شريكة العمر، تجده "فرعون" عليها باسم الدين من منطلق أن الرجال قوامون على النساء!! وهذا بالطبع أبعد ما يكون عن تعاليم إسلامنا الجميل. ومن ناحية أخرى، فلا تتعجب إذا وجدت واحد عامل نفسه "خواجة" وقبلته بلاد أوروبا وأمريكا صاحب وجهين.. فهذا أمر طبيعى وعادي!.. تجده لطيفا جدا مع الناس.. وهذا اللطف ليس مصدره ضميره بل البحث عن مصالحه! وإذا لم تكن هناك مصلحة فلن يحرص على هذا الذوق!! وتزداد البلوى إذا حرص على التعامل مع غيره بطريقة راقية ثم تجده سيئًا جدا مع امرأته! لا ولا يتوانى عن شتمها وضربها فهو أبعد ما يكون عن الإنسان "الجنتلمان" المتأثر بأوروبا، بل يمثل العقلية الشرقية التى أودت بإسلامنا الجميل إلى التهلكة!! وآه من السياسية وسنينها وبلاويها.. وحتى تنجح فى هذا المستنقع لا بد أن تكون صاحب وجهين!! والسبب أنه لا توجد حرية ولا عدالة.. بل نظام مستبد لا يقبل إلا من ينافقه! وفى الأحداث العاصفة التى مرت ببلادنا فى السنوات الماضية اغتظت جدا وركبنى عفريت من أولئك الليبراليين الذين أيدوا حكم العسكر.. وهللوا للمذابح التى جرت فى رابعة والنهضة.. ولم يهتز لهم رمش وآلاف الشباب فى السجون.. وتأكدت أن هؤلاء الناس "كدابين ومنافقين وبلوى على بلادي".