عبد الناصر سلامة
بالعامية.. أسامة هيكل تانى
هو أسامة هيكل ده مثلاً من المعارضة، سيبوه يقول اللى يقوله، وإحنا نعمل اللى نعمله، ما حدش يسأل فيه، يكون من الإخوان مثلاً، تبع الواد بتاع التوك توك، أو يكون من أهل الشر، تبع الجماعة اللى بيحسدوا المشروعات الكبرى اللى بتتعمل فى السر، يمكن يكون من الجماعة المدنيين اللى مش عاجبهم الجماعة التانيين اللى راحوا للجماعة الأولانيين مالقوهمش، خدوا بعضهم ورجعوا تانى. حقيقى أنا بدأت أشك فى الأمر.
قبل كده صرح هيكل وقال: إن الجماعة بتوع اليسار مسيطرين على المؤسسات الصحفية القومية، وعلى المجلس الأعلى للصحافة، والحكومة مش قادرة عليهم، ولا البرلمان، بيعرقلوا إصدار قانون الإعلام الجديد حتى يظلوا فى مواقعهم، وفاتت الأيام، وكأنه لم يقل شيئاً، ودن من طين والتانية من عجين، أخيراً خرج هيكل يقول: لابد أن تتحقق الدولة من مصادر تمويل المؤسسات الإعلامية، طبعاً الصحفية والتليفزيونية، إذن الراجل عنده شك فى حاجة، إن لم يكن عنده يقين.
الكلام خطير، فى الحالتين، سواء الأولانى أو التانى، ومين اللى بيقول، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، اللى كان وزير إعلام قبل كده، اللى هو رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى الآن، اللى فى غياب منصب وزير الإعلام يبقى هو الكل فى الكل، طيب لما كلامه ما يتسمعش يبقى كلام مين اللى يتسمع؟ أنا معاك إن الجماعة بتوع اليسار عاملين إرهاب لكل اللى قال عليهم هيكل، لكن هل يعقل أن تصل الأمور إلى هذا الحد، نسمع طول النهار اللى بيقول أنا بحترم القانون، وفى الآخر الناس دى كلها موجودة على خلاف القانون؟! طبعاً ما يصحش كده.
على فكرة، لازم أعتذر للقارئ، العبد لله لقى نفسه بيكتب النهارده بالعامية، من غير سابق نيّة ولا إصرار، نتيجة إن الكلام بالعربية الفصحى قبل كده ما جابش نتيجة، وصلنا مع ممارسات الدولة مرحلة الردح، وفرش الملاية، وحتّة كده فوق البيعة من بتاع الحوارى، وأعتقد إن هيكل هيوصل لكده برضه، بس باقى له شوية، باعتباره فى السلطة، لازم ياخد شوية وقت، خصوصاً بعد ما إتكلم فى موضوع التمويل، ده لوحده كارثة، شوفوا القناة دى بتشتغل لحساب مين، وشوفوا المذيع ده، ولّا الصحفى ده بيشتغل لحساب مين، شوفوا الفلوس جايه منين، السكوت ده معناه إنهم عايزين يقولوا: إحنا عارفين كل حاجة!.
شوف بقى يا عم هيكل، واضح إن الناس دى معمول لها عمل على ورك نملة مخططة، واترمى العمل فى المحيط، ومش عارفين يجيبوه، إنت اصبر كمان عشرين سنة بس، كل الأمور هتتظبّط، وكله هيبقى تمام، مش إحنا نور عنيهم ولّا إيه، طب مستعجل ليه بقى؟ الموضوع لا محتاج تعويم زى الجنيه، ولا محتاج غرق زى مركب الهجرة، ولا محتاج تفريعة جديدة، ولا فنكوش من أى نوع، الموضوع الأولانى بتاع الصحف محتاج تعليمات مش أكتر، ناقشوا وخلّصوا، بدل التعليمات اللى قبل كده، بتاع لا تناقشوا ولا تخلّصوا.
أما الموضوع التانى، بتاع التمويل، ده مصيبته سودة، اللى عمّال يشترى، واللى عمّال يبيع، واللى عمّال يدمج، واللى عمّال ينتج، الفلوس جايه منين، ولّا رايحة فين، ماحدش عارف، الغسيل شغّال، والتهريب شغّال، واللى يقول مجموعة القنوات دى تبع قطر، والتانية تبع الكويت، والتالتة تبع الأجهزة، ودى لوحدها بقى مصيبة تانية، أنهى أجهزة، دى الجهاز الفلانى، والتانية الجهاز العلانى، والتالتة الجهاز الترتانى، حتى الأجهزة مش عاملة اندماج!.
الأكادة بقى إن لما ويكيليكس سرب الورق الكلينيكس، اللى مكتوب عليه أسماء العيال الحنجورية اللى بيقبضوا من السفارة السعودية، ماحدش فتح خشمه، لا شوفنا قرار نائب عام بالتحقيق وسماع الأقوال، ولا قرار نقابة صحفيين بفتح الملف، ولا قرار أسامة هيكل بجلسة استماع فى البرلمان، ولا حتى استنكار من أى جهة رسمية، ليه بقى؟ أقول لك أنا، دول اللى مسيطرين على كل حاجة، مقالات، وبرامج، وجرائد، وتليفزيونات، وبيسهروا مع بعض كل ليلة، معروف فين طبعاً، يشربوا، ويظأططوا، وأتحدى حد يقدر ييجى ناحيتهم.
خد عندك بقى يا عم هيكل الأكثر من كده، هى العيال دى نفسها، اللى أسماءهم جاية فى القضية إياها بتاعة التمويل الأجنبى، اللى ماحدش عايز يفتحها دلوقتى، تقول لى ليه، أقول لك ما أعرفش، هو أنا بصراحة عارف، وعارف كويس قوى، بس لازم أقول ما أعرفش، مش عايز مشاكل لا مع العمة ولا مع الخالة، خلينا على قدنا كده دلوقتى، يعنى دول قابضين ع الحى والميت، وبرّه وجوّه، والآخر تيجى تقول لى عايزين نعرف مصادر التمويل، ما إنت عارف يا عم الحاج، وأنا عارف إنك عارف، وإنت عارف إن أنا عارف إنك عارف، والعارف لا يُعرَّف، وكفاية كده دلوقتى، وربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم، أشتاتاً أشتوووت، لغاية ما نلاقى ورك النملة بس.