لا أتوقف أمام دعوات التحريض علي التظاهر، التي يتم اطلاقها، من عشاق المنفي الاختياري، في تركيا وقطر. ايمانا مني أن ثورتي 25 يناير و30 يونيه، استردتا الوطن، من أيدي جماعة التوريث، وعصابة التنظيم الأردوغاني. عادت مصر لأبنائها، لكنها محملة بهموم ثقيلة. ديون »متلتلة» ومشاكل متراكمة في كافة المجالات. ناهيك عن بيروقراطية وتخلف اداري لا يمكن التخلص منه خلال وقت قصير. الخطر الحقيقي في رأيي يكمن في جماعات السرقة والنهب والرشوة واغتصاب الاراضي، ممن حققوا مليارات الجنيهات، بطرق غير مشروعة، تتمثل في الاستيلاء علي اراضي الدولة، والاتجار في العملة والسلع الاساسية بالسوق السوداء، ونهب المال العام، وشراء ذمم الكبار في المصالح الحكومية !
بدأنا خططا جريئة لمواجهة المشاكل، حققت نجاحا ملحوظا، خاصة في مجال الكهرباء والطرق والعشوائيات والامراض الوبائية مثل فيروس سي. لكننا أغفلنا الخطر الحقيقي، الذي ينخر في جسد الوطن، وينشر الاحباط في نفوس أبنائه، لدرجة وصلت بالبعض إلي ترديد العبارة الموجعة : مفيش فايدة !
لو كان الامر بيدي، لأعلنت حربا سريعة خاطفة، ضد اللصوص الكبار، دون اي اعتبار، لتحذيرات البعض من تأثير ذلك علي الاستثمار. فالمستثمر الجاد سوف يسارع بالمجيء، اذا تم القضاء علي » شيوخ المنصر»، الذين يمارسون كل أنواع الفساد، ومنها البلطجة مع المستثمرين الشرفاء للدخول كشركاء، دون دفع جنيه واحد، ومن يرفض يتم اطلاق الزبانية من الموظفين عليهم. خلصونا من اللصوص وزبانيتهم، لاحياء الأمل في النفوس. ولاتلتفتوا لدعوات التظاهر، فلن يستجيب لها أجد، حتي من أطلقوها !