فاطمة شعراوى
الشائعات بين السوشيال ميديا والتوك شو
أصبحت الشائعات للأسف هى الأقرب للمواطن من الحقائق، بفضل مجموعة من البرامج تعتمد على السوشيال ميديا وتتبنى آراء وافتكاسات مواقع التواصل الإجتماعى وتروج لها، وهو أمر يدعو للاستياء بل والإحباط فبدلا من مواجهة ومحاربة الشائعات بإعلام قوى صادق يدحض الأكاذيب والمغالطات فى أسرع وقت، نرى للأسف برامج تسهم فى تقوية الشائعة، لبث الطاقة السلبية وتحقيق أحلام أعداء مصر بنشر الروح السلبية على حساب الوطن الذى يحتاج إلى الدعم ونشر الطاقة الإيجابية وروح الاصطفاف، وبالطبع فإنه لا مشكلة مع المعارضة ولا عيب فى الإنتقاد، ولكن العيب أن يكون القادر على الإنتقاد، عاجزا عن الإشارة إلى الجيد فيلجأ للشائعات، وهنا التصدى لها من جانب الإعلام يكون واجبا حتميا.
ويحضرني برنامج ناجح على التليفزيون المصرى بالقناة الثانية بعنوان «إشاعة ولا» تقدمه المذيعة الدءوبة المجتهدة حياة عبدون، تستعرض فيه الشائعات التى تثار فى المجالات المختلفة وتأتى بأطراف الشائعة لتبين الحقائق على لسانهم أمام المشاهد، وهو أمر محمود من التليفزيون الوطنى لما له من دور مهم فى مثل هذه القضايا.
وأقترح تقديم فقرة ببرامج التوك شو للرد على الشائعات أولا بأول، خاصة بعد أن شهدت الآونة الأخيرة إطلاقها بشكل متزايد وفج، وانتشارها سريعا حيث تجد من يروجها فى الإعلام بينما تغفل الشاشات التركيز على الحقائق!، فمن اهتم مثلا فى البرامج بأخبار اكتشافات البترول التى أعلنتها وزارة البترول منذ فترة؟ أو ركز على الـ ١٠٠ ألف وحدة سكنية بنظام الإيجار التى بدأ الحجز فيها فى أكتوبر الحالى؟ أو تطبيق قرار منع سير النقل الثقيل على الدائرى؟ أو استرداد أراضى تعد بمليار ونصف المليار جنيها؟ أو شهادة منظمة الصحة العالمية ورسالة الشكر التى وجهتها لمصر لنجاح تجربة مكافحة فيروس« سى» واعتبارها تجربة رائدة، أو إستعادة الرونق المصرى فى المنطقة العربية والعالم، تلك فقط رءوس موضوعات من أخبار وحقائق عديدة لابد من التركيز عليها لبث الأمل فى النفوس واستحداث الهمم والطاقات الإيجابية من أجل الوطن فى مرحلة مهمة تعيشها مصر وتستلزم التصدى للشائعات بل والقضاء عليها.