مرسى عطا الله
أبو سعدة يستضيف عساف بالشاى والبسكويت (13)
لا يمكن الفصل بين ما ذكرته أمس عن انهيار موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى عقب زيارته لجبهة القناة يوم الثلاثاء 9 أكتوبر "رابع أيام الحرب" وبين ما جرى فجر هذا اليوم من تطور ميدانى بعد نجاح القوات المصرية فى تحرير مدينة القنطرة شرق قبل 24 ساعة فقط عندما قامت القوات الإسرائيلية المدرعة بمغامرة هجومية مجنونة لتطويق رأس الجسر المصرى فى منطقة القطاع الأوسط شرق القنطرة ومهاجمة مقر اللواء حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مشاة.
كان الإسرائيليون يحلمون بضربة إسرائيلية مفاجئة لكى يستقبلوا بها زيارة موشى ديان للجبهة وقد طوقوا رأس أحد الجسور المصرية وأطبقوا على قائد كبير فى حجم اللواء حسن أبو سعدة.
وطبقا لاعترافات قائد الهجوم الإسرائيلى العقيد عساف ياجورى الذى كنت مكلفا بمرافقته طوال فترة أسره بمصر فإن اللواء المدرع 190 الذى كان تحت إمرته انطلق فى الساعات الأولى من فجر 9 أكتوبر صوب رأس جسر الفرق الثانية المصرية مشاة من خلال دفع مفرزة لاستطلاع طريق الهجوم وتأمين انقضاض دباباتهم على المواقع المصرية ولأن المفرزة تقدمت 800 متر تقريبا دون أن تواجه أدنى مقاومة فإنها أعطت إشارة الأمان لبدء الهجوم المدرع حيث اندفعت الدبابات فى 3 محاور وفجأة ــ حسب اعتراف عساف ياجورى ــ فوجيء الإسرائيليون بجحيم من نيران الصواريخ المضادة للدروع تنطلق من حفر تحت الأرض وفى براميل تم رصها على طول خط الهجوم الإسرائيلي.. وأدرك عساف بعد أقل من 3 ساعات أنه وقع مع قواته داخل كمين مصرى محكم وخرج من دبابة القيادة رافعا منديلا أبيض وهو يصيح باللغة العربية:"لقد انتهى كل شيء.. سوف نستسلم.. لا تقتلونا".. وهذا ما حدث بالفعل حيث جرى نقل عساف ياجورى مكبل اليدين إلى خندق تحت الأرض يقيم فيه اللواء أبو سعدة الذى أحسن استضافته فى هذا الصباح الباكر بكوب من الشاى الساخن وبعض قطع البسكويت.