محمد فتحى
دعوة من الرئيس.. ومن موكا إلي الرئيس !!
قيل يومين وصلتني دعوتين، الأولي من رئاسة الجمهورية لحضور فعاليات المؤتمر الوطني الأول للشباب والذي يحمل عنوان : ابدع انطلق، والثانية عبر زميل عزيز، نقلها عن عبد الرحمن طارق الشهير بموكا، والمحبوس حالياً في قضية مظاهرات مجلس الشوري، والذي يقرأ هذا المقال بانتظام حسبما أكد الزميل، ويريد أن أنقل طلبه للجهات المسئولة.
دعوة الرئاسة ستشمل السفر إلي شرم الشيخ، وحضور الحوار مع الرئيس، وفعاليات أخري لم يعلن عنها بعد، ضمن عام الشباب الذي أطلق مطلع هذا العام، أما دعوة عبد الرحمن موكا، والذي قضي نصف مدته في قضية تظاهر، فلا تطلب عفواً رئاسياً سمع عنه ولم ينله، ولا طلباً بالإفراج بنصف المدة، بل أقصي أمنياته أن ينقل من سجنه إلي سجن آخر أقرب حتي يستطيع أهله زيارته بسهولة !!!
دعوة الرئاسة تحلم بمزيد من (الإبداع) والانطلاق للشباب، وجاءت في نفس يوم الإعلان عن مشروع قومي طموح لتمليك الشباب أراضي زراعية في شتي بقاع مصر، ودعوة عبد الرحمن موكا تحلم بمزيد من الحرية حتي ولو كانت داخل سجن !!
المؤتمر سيشمل حوارات مع شباب دخلوا عدداً من البرامج التابعة لوزارة الشباب والرياضة في العديد من المحافظات، وبعضهم حضر تدريباً وتأهيلاً لخوض انتخابات المحليات عقدته الوزارة مع عدة وزارت أخري، ولا نعرف معايير دعوة الشباب للمؤتمر، لكننا نعرف أن عشرات محبوسين في قضايا تظاهر، لم يكن فيها أحداث (عنف)، بل إن بعضهم أبرياء تماماً مثل (أحمد عبد الرحمن ) سجين قضية الشوري الذي تواجد مصادفة، وبعضهم (مالهوش فيها) مثل عمر محمد الذي قبض عليه في طريقه لـ(عشوة)، والذي لا تستطيع خطيبته زيارته لأن الزيارة لأقارب الدرجة الأولي فقط، والذي قدمت عائلته العديد من الالتماسات لرئاسة الجمهورية للعفو عنه، لكن علي طريقة (الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقاً ) لا تتلقي مثل هذه الالتماسات، والكتابات صدي حقيقي، رغم المبادرة المحترمة لمؤسسة الرئاسة في العفو عما يقرب من 400 شاب خلال عام 2015، إلا أن العفو الذي وعد الرئيس به خلال 2016، والذي صرح به خلال حوار إعلامي مر عليه شهران، لم يتحقق حتي الآن، ومازلت أتمني أن يتعامل الرئيس مع الأمر كما يتعامل مع المشروعات القومية، فإن قالت له الأجهزة الأمنية أمامنا شهران لمراجعة الكشوفات، قال لهم، أمامكم أسبوعان يافندم، وكل المحبوسين في قضايا تظاهر وغير المتورطين في العنف يعودون لبيوتهم، كما مازلت أتمني ألا يدخل مظلوم السجن من الأساس..
لا أعرف أجندة حوار الرئيس مع الشباب، لكن لو طلب مني أن أضعها لأخبرت الرئيس بكل صراحة أن الشباب (مش تفصيل)، وأن احتواءهم أفضل من الصدام معهم، وأن استبعاد الغاضب والمتمرد منهم لن يجدي، ويجب ألا يصل للدخول في درجة من درجات الخصومة التي تنسد معها قنوات الحوار، ويجب ألا يمتد لأبرياء حقيقيين لا يعيرهم أحد اهتماماً، وسيخرجون بعد قضاء مدتهم، إن خرجوا، وقد صنعت منهم الدولة نموذجاً أكثر خطورة من (أهل الشر).
لو طلب مني وضع أجندة الرئيس في مؤتمر الشباب لجعلته يفكر في مشروع قومي للتأهيل والتوظيف يتجاوز الـ (500) طالب أصحاب برنامج التأهيل الرئاسي الذي يجب أن نري ثماره علي أرض الواقع، إلي 500 ألف شاب عاطل ينبغي أن يعملوا، ويجدوا رعاية صحية متميزة، ويتم تأهيلهم، ولو عبر تعليم فني ومهني محترم يجب إعادة الاعتبار له.
أتمني أن أجد في أجندة الرئيس في المؤتمر (قرارات) نافذة بشأن تمكين الشباب تمكيناً حقيقياً يحميهم من دوائر الفساد ولا يجعلهم حلقة فيها. أتمني أن تحدث ثورة حقيقية علي طرق ومناهج التعليم وقواعد القبول في الجامعات وربط التخصصات والكليات بسوق العمل، وهو الكلام النظري الذي نحفظه لكن لا نراه علي أرض الواقع، لتكون النتيجة آلافا من الشباب المتعطِّل خريج الكليات الخطأ.
أتمني إعلان عودة الجماهير للمدرجات وإطلاق مبادرة للتشجيع الوطني، واستغلال طاقة الشباب في التنمية، كما أتمني أن يمتد الحوار الذي سيجريه الرئيس مع الشباب في المؤتمر إلي حوارات أخري في جلسات مطولة يحضرها شباب من كل التيارات، بما فيها التيارات التي تعارض الرئيس شخصياً ليسمع ويسمع ويسمع، ويصل معهم لأرضية مشتركة يجب أن نقف عليها جميعاً اسمها مصر.
أخيراً.. أتمني أن يشمل الحوار الإعلان عن العفو الرئاسي الجديد، وأن نرد علي (موكا) ورفاقه، ليس بنقلهم لسجن آخر، وإنما بعفو يعطيهم أملاً جديداً في الحياة لتحيا مصر بجد.. وتكون قد الدنيا فعلاً.