كان عشقه للوطن من نوع خاص وفريد يجري مجري الدم في العروق لقد شهدت فرقته الخاصة روائع الألحان في مسرحيات شهر زاد والبروكة والعشرة الطيبة وهو أول من أدخل الألحان التي تحمل معاني وطنية في طقطوقة عمال السلطة تأليف بديع خيري من مسرحية قولوا له عام 19م سالمة يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة صفر ياوابور واربط عندك نزلني في البلد ديه بلا أمريكا بلا أوروبا ما فيش أحسن من بلدي دي المركب اللي بتجيب أحسن من اللي بتودي يا اسطي بشندي وفي لحن الشيالين تحدي آخر للاستعمار الانجليزي بعد أن صادر وسائل النقل وهي دعوة للثبات والصبر علي الشدائد ورباطة الجأش تقول شد الحزام علي وسطك غيره ما يفيدك لابد عن يوم برضه يعدلها سيدك ان كان شيل الحمول علي ظهرك يكيدك أهون عليك يا حر من مدة ايدك ولم ينسي فنان الشعب الوحدة الوطنية ومناهضة الطائفية وفي مسرحية إش لفرقة الريحاني سنة 19م كان لحن السياس كلمات بديع خيري اللي أوطانهم تجمعهم عمر الأديان ما تفرقهم وفي لحن الصنايعية دعوة إلي العمل والتوكل علي الله مقسم الأزراق والطقطوقة تأليف بديع خيري الحلوة دي قامت تعجن في البدرية والديك بيدن كوكوكوكو في الفجرية يالا بنا علي باب الله يا صنايعية يجعل صباحك صباح الخير ياسطي عطية لقد عبر فنان الشعب في أعماله عن الطوائف فكان التعبير صادقا مثل الموظفين والفلاحات والعمال والصنايعية والسياس والجرسونات والسقايين والعربجية والشيالين والسودانية والجزارين وغيرهم وفي مسرحية شهر زاد كلمات بيرم التونسي تجلت عبقرية سيد درويش من خلال الألحان الوطنية التي قلما تتكرر علي مر العصور ومنها الحان احسن جيوش في الأمم جيوشنا ودقت طبول الحرب يا خيالة واليوم يومك يا جنود وأنا المصري كريم العنصرين والجيش رجع م الحرب بالنصر المبين وقدمت 1921م علي مسرح برنتانيا وقام سيد درويش بالبطولة غناء وتمثيلا وفي مسرحية الهلال لفرقة علي الكسار العديد من الألحان منها احنا الجنود زي الاسود نموت ولا نبعشي الوطن كان فنان الشعب عاشقا من نوع اصيل ونادر عشق الوطن بكل جوارحه في لحظات الشدة والكرب عبر عن الشخصية المصرية بكل ما تحمل من خصوصية وتفرد عشقه للمرأة جزء لا يتجزأ من حب الوطن وذلك في العديد من الألحان من أدواره ضيعت مستقبل حياتي وأنا هويت وانتهيت وأنا عشقت ويوم تركت ويا فؤادي ليه يتعشق وياللي قوامك يعجبني وفي شرع مين والحبيب للهجر مايل وعشقت حسنك وعواطفك أشهر من نار ومن الطقاطيق ان كنت شاريني ما تنقلشي وبصارة براجة ويا ناس أنا موت في حبي ويالون الفل يا حبيبي ويابابا ليه ما تدلعنيش ويانا يا انت يا واد يامأطأط والاستيك فوق صدرك يضوي ويا بلح زغلول وزوروني كل سنة مرة ومن الطقاطيق أيضاً حرج علي بابا وخفيف الروح بيتعاجب وأهو ده اللي صار وهي دعوة وطنية يرجع تاريخها إلي أكثر من 90 عاما وهي صالحة حتي الآن فيها من الاسقاط علي الأوضاع الراهنة ما يثبت ان سيد درويش فارس كل زمان وسر عبقريته تقول الطقطوقة تلوم عليا ازاي يا سيدنا وخير بلادنا مهوش في ايدنا قولي عن أشياء تفيدنا وبعدها ابقي لوم عليا بدل ما يشمت فينا حاسد ايدك في ايدي وقوم نجاهد واحنا نبقي الكل واحد والأيادي تكون قوية وفي لحن بنات اليوم من مسرحية الانتخابات 1923 تأليف أمين صدقي دا وقتك يا بنت اليوم قومي اصحي من نومك بزياداكي نوم وطالبي بحقوقك واخلصي من اللوم الكلمات واللحن رسالة للمرأة المصرية صالحة لكل عصر ودعوة للنهوض والتميز المرأة عند سيد درويش هي الأم الحاجة ملوك الذي حمل لها حبا نادرا لعطاءها وحنانها الفياض وهي الحبيبة والفلاحة وربة المنزل وبنت اليوم والعاملة والصديقة والزوجة وكانت الأم الكبري وطنه مصر عشقه الأول والأخير وأسدل الستار عن رحلته القصيرة وفنه المتدفق بالتفرد والعبقرية في أحد الأناشيد تأليفه وألحانه استعدادا لقدوم الزعيل سعد زغلول من منفاه وكان في استقباله بالنشيد بعد وفاة فنان الشعب بيومين ورددت الجماهير مصرنا وطنا سعدها أملنا كلنا جميعا للوطن ضحية أجمعت قلوبنا هلالنا وصليبنا أن تعيش مصر عيشة هنية وحتي اللحظة يردد الشرفاء الأوفياء من أبناء مصر المخلصين تلك الكلمات والمعاني تخرج من القلوب صادقة محملة بعبق الإيمان الحقيقي والانتماء يرتفع الدعاء إلي عنان السماء بأن يحفظ الله الوطن من الدسائس والمؤامرات وأعداء الحياة.