صديقتي سعودية.. عاشقة لمصر.. عرفتها عندما كنت أعمل في بلادهم.. فلم أشعر بالغربة يوما حين التقينا لأول مرة في عشاء عمل رأيت علي جبينها "شيئا ما سيبقي بيننا".. لكنها هذه المرة ليست بإمضاء فاروق جويدة لكنها بتوقيع من عيونها التي حملت قصصا ودموعا بها شبه من دمي ودموعي وابتسامتي.
هي من الأميرات وليست ابنة ملك.. انها أميرة الثراء والفخامة والرفاهية.. وأنا أميرة طبع وأري في أبي.. ملكا يجري لي ما يجري واقفز من التسامح إلي الشفقة. اشفق علي من أساء.. فهو لم يعرف حلاوة القلب الأبيض ولم يذق طعم سمو وصفاء.
تزاحمني علي الطريق سيارة تصدمني.. انظر لسائقها.. برزت أسنانه.. محشوة أصابعه بالطين.. ينطق ألفاظا لا يمكن ذكرها.. يصرخ وكأنه لم يخطيء.. وكيف أوجه له لوما.. هل رباه أحد أو أدخلناه مدرسة.. كان له أهل كأهلي واهلك يوجهون.. بالطبع هو مظلوم فكيف نئن نحن وقد أخذنا حقنا وليس لنا عنده أي حق.
مقالب ومؤامرات في العمل.. لا تستنفر داخلي سوي يقين بأني الأقدار.. فعديمو القدرات تزداد لديهم طاقة الايقاع بالآخر فهم لا يملكون إمكانية الصعود بأنفسهم لأعلي انهم فئة تستحق الدعاء لهم وليس عليهم مساكين أفكار.
هكذا عشت أغلف من لا يستحق بأعذار وهمية.
رحلة.. عمر
وفي رحلتي التقيت بها.. وبها من معاناتي حكيت لها وحكت لي.. وعشنا في المواساة سنين.. كم جمعت حاجياتي وقررت العودة.. وصبرتني علي ان أكمل المشوار حتي ابني لأبنائي بيتا.. لهم فيه مقعد.. تأتيني بالقنوات المصرية فأشاهد أرضي.. ونسمع معا أم كلثوم وحليم.. واتخيل أني في بلدي التي تحبها صديقتي كما أحببت أنا أرض الحرمين. تضحك وأنا أغني "من فوق هام السحب يا أغلي ثري.. مجدك لقدام وامجادك ورا" لمحمد عبده فعلي هذه الأرض رزقني الله بأغلي ما في العمر.. ضنايا وبهم عرفت معني الفرح.
وأعود إلي الأميرة التي تحفظ كل أغنية غنتها أم كلثوم.. وأي مقطع لحليم.. وتطوف شوارع مصر وكأنها قطعة من الجنة.
واليوم وصلها خطاب من صديقة في السعودية تطلب منها العودة من مصر قبل يوم 11/11 بعد أن سمعت علي قنوات مصرية من مذيعين مصريين بأن هناك ما سيحدث من مشاكل.
وأمامي وفي ميدان الحسين الفسيح وعلي أحد الكراسي "القش" أمسكت الأميرة بالورقة وقطعتها.. وقالت مصر في أمان إلي يوم الدين.. وأكملنا معا.. انها مؤامرات من الداخل والخارج يرغبون أن يعيش البلد في حالة حذر وترقب لأنهم يعلمون ان البلاد لا تتقدم وتنمو في ظل عدم استقرار أمني ومعنوي ومادي.
ثم يمر اليوم بعشر أفراد قبضوا فلوسا.. ويقبض عليهم في عربية "بوكس" واحدة.. ويرجعون ينزلوا منشورات انها في 25 يناير.. أو ذكري تنحي مبارك ثم فض رابعة وكثير من تواريخ فتبقي نقاط التوتر شوكة في حلقنا كلنا.. وحتي يزيد الأثر تتم تغذية مقدمي البرامج بالمزيد من تهويل.. فتصل مثل هذه الرسائل.
والحل ما فعلته الأميرة.. مزقت الخطاب.. وعادت إلي بيتها في قلب مصر.. ووسط البلد شعب يحبنا وقلوب المصريين تهفو لأرضه وعلي الموبايل أغني مع صديقتي يا حبيبتي يا مصر.