الأهرام
سامى فريد
إلى أين أيها الكمتريل؟!
استكمالا لكلامنا عن سلاح الكمتريل الذى ذكرنا فيه بعض كوارثه فى المقال الماضى يقدم لنا الباحث المصرى الدكتور منير الحسينى مثالا آخر لجرائم الكمتريل هو اطلاق الطائرات الأمريكية غازات وسموم الكمتريل فوق منطقة تورا بورا فى أفغانستان لتجفف النظام البيئى بالمنطقة لاحداث عملية نضوب للماء فى المنطقة, الأمر الذى يدفع المقاتلين الأفغان الى الفرار والخروج من مخابئهم فى الجبال فيسهل على القوات الامريكية اصطيادهم.

والسؤال الأكثر إلحاحا وهو ما يهمنا هنا كمصريين هو: ما نصيب مصر مما يحدث فى العالم؟

والاجابة سهلة وبسيطة كما يرى الدكتور الحسينى الذى يقول إن مصر تعرضت وتتعرض يوميا لتأثير الكمتريل وهذا ما سجله هو فى ندوة اللقاء العلمى التى عقدت باللجنة العلمية التى تشكلت لمناقشة مشكلة الجراد الصحراوى فى مصر يوم 12 ديسمبر عام 2004 والتى قيل فيها إن مصر قد شهدت عملية اطلاق كثيفة للكمتريل يوم 14 نوفمبر من نفس العام فوق البحر المتوسط وشمال القارة الافريقية وشمال البحر الأحمر ومنطقة جنوب شرق آسيا فوق السعودية والأردن بدعوى خفض ظاهرة الاحتباس الحرارى عن طريق رش مادة الأيروسول الأبيض الذى يخرج من مؤخرات الطائرات المدنية على شكل شريط من السحب فى طبقة «الاستراتوسفير» وقد أدى تكثيف الرش فى هذه المنطقة الى انخفاض شديد ومفاجيء فى حرارة الجو مما أدى إلى تكوين منخفض جوى فوق منطقة البحر المتوسط جنوب إيطاليا ليندفع الهواء فى هذا المنخفض الجديد, وبالتالى يتحول معه مسار الرياح الحاملة لأسراب الجراد الصحراوى التى كانت تطير إلى المغرب والجزائر وليبيا ومصر والأردن, وظهر ذلك بوضوح عندما لاحظ الباحثون أن الجراد الذى دخل مصر كان لونه «أحمر» بينما كان الجراد الذى يدخل مصر على مدار تاريخها كان لونه أصفر وسبب الاختلاف هنا كان بسبب أن الجراد «الأحمر» هو الجراد «ناقص النمو الجنسي» ولكى يكتمل نموه كان لا بد أن يسير فى رحلة طبيعية حتى يسير لونه «أصفر». فى مصر أيضا يقول الدكتور الحسينى أننا سوف نعرف ظاهرة الموت بالصواعق كما حدث فى إبريل 2006 عندما صعق إثنان من رعاة الاغنام بالمنصورة وكذلك يوم 13 إبريل 2007 عندما قتل ثلاثة مزارعين أثناء عملهم بالحقول فى إحدى قرى محافظة البحيرة. أما تأثير رش الكمتريل على صحة الإنسان فقد نشروها بعد تجريب الكمتريل فى الولايات المتحدة من واقع سجلات المستشفيات هناك حيث طرأت فى أمريكا قائمة بالأعراض الجانبية على المصابين مثل نزيف الأنف وضيق التنفس والصداع والدوار وعدم حفظ التوازن والإعياء المزمن والأنفلونزا بجميع أنواعها وأزمات التنفس والتهاب الأنسجة الضامة وفقدان الذاكرة وأمراض الزهايمر المرتبطة بزيادة الألمونيوم فى جسم الانسان، وكان ذلك فى تقدير الدكتور الحسينى هو سبب اشتراك كبريات شركات الأدوية الأمريكية فى مشروع الدرع الأمريكية بمليار دولار سنويا نظرا لما سوف تجنيه سنويا من زيادة مبيعاتها من الأدوية المضادة لهذه الأمراض, منذ عام 1996 وحتى اليوم ونحن نسمع ونرى عن الكمتريل فى زمان حكومات الجنزورى الأولى ثم عاطف عبيد وبعدها أحمد نظيف الأولى والثانية ثم أحمد شفيق التى تلتها وزارة عصام شرف ثم وزارة الجنزورى الثانية وبعدها حكومة هشام قنديل ثم حازم الببلاوى فوزارة ابراهيم محلب الأولى والثانية حتى وزارة شريف اسماعيل دون أن يتحرك أحد وكأن الجميع قد أعطوا ظهورهم لهذا الخطر فماذا يمكن أن نفعل سوى الانتظار مع الأمل؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف