الأهرام
محمد أمين المصرى
العرب يعيشون كأنهم أحياء
في الوقت الذي بات فيه مصير القضايا العربية الملحة محصورا بأيدي قوي عالمية، تخلي العرب عن المشاركة الفعالة في اتخاذ قرارات تتعلق بحل أزماتهم الراهنة والتي أصبحت مزمنة، ويزيد الأمر فداحة أن تتصاعد الأزمات الدبلوماسية بين الدول العربية بدلا من توحيد الرؤي لحل أزماتنا.

نتحدث عن مصر والسعودية وأزمتهما الأخيرة بشأن سوريا، رغم أن كلا الدولتين لم تعلنا سبب الأزمة، وتركتها للإعلام والسوشيال ميديا لتشعلها نارا، فالموقف الإنساني في سوريا أصبح لا يطاق، وعقدت دول الاتحاد الأوروبي أكثر من اجتماع لاستيعاب اللاجئين الذين يتوافدون بصورة يومية الي الحدود الأوروبية.. في حين اكتفينا نحن العرب باختلاق الأزمات علي الورق بدلا من المواجهة والمصارحة بين القيادات، رأينا أزمة شبه انتهت علي خير، كادت تبلغ تداعيات أزمة مصر والجزائر بسبب وهمي وهو مباراة كرة قدم، في حين اختفي السبب الحقيقي وراء الكواليس، ثم اصطلح القادة في مشهد دبلوماسي وكأن شيئا لم يحدث كاد يوقع الشعبين في منزلق خطير من الكراهية المتبادلة.

والأزمات تتصاعد بين العواصم العربية، تتدخل تركيا لتطرح هدنة في سوريا وتحديدا في حلب التي تحترق وتتدخل في تحرير الموصل، والاجتماع الوحيد الذي ضم وزراء خارجية عرب لبحث الأزمة السورية وهو لقاء لوزان، فشل في وقف النار، بسبب اخفاق أطراف الاجتماع في تحضير أفكار لإنهاء الأزمة والحرب الأهلية المستعرة والتي حصدت حتي وقتنا الراهن أكثر من نصف مليون مواطن.. حتي إن اجتماع لوزان لم يصدر بيانا مشتركا يوضح فيه كيف سارت الأمور اللهم سوي الإعلان عن مواصلة الاتصالات في القريب العاجل.

ويزداد الوضع تأزما إذا علمنا أن الجامعة العربية لم تعين مبعوثا لها لأي من أزمات سوريا واليمن وليبيا، وتكتفي بمجرد المشاهدة عن بعد وتقييم خطوات المبعوثين الدوليين لتلك الأزمات، رغم إعلان أمين عام الجامعة قبل فترة أنه بصدد تعيين مبعوثين لهذه المناطق لتكون الجامعة علي بينة بما يجري بداخلها وبما يؤهلها لتحديد حجم التدخل والخطر. نعلم أن السيد أحمد أبو الغيط لا يزال في أولي خطواته كأمين عام، ولكننا نتحدث عن دور الجامعة منذ أن انتكبنا بهذه الأزمات في عام 1102.

فالعرب يعيشون حياة الأموات ولكنهم يتظاهرون بأنهم أحياء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف