القرآن الكريم مائة وأربع عشرة سورة تسعون سورة نزلت في مكة وأربع وعشرون في المدينة. أي أن معظم القرآن نزل في مكة. ولم يكن للقرآن المكي سوى موضوعين لا ثالث لهما :التوحيد. .......الأخلاق. ولكم أن أن تقرءوا القرآن المكي كله ستجدون أن الخطاب للناس جميعا يدعوهم إلى أن يوحدوا الله توحيدا خالصا لا تشوبه شائبة شرك فإن الله خالقهم ورازقهم وبيده سبحانه وتعالى أمرهم في حياتهم كلها فالنفع والضر بيده سبحانه والنصر والعزة والكرامة والإستعانة والاستعاذة والاستغاثة بيده سبحانه وان البشر لا يملك بعضهم لبعض نفعا ولا ضرا إلا ماشاءالله سبحانه. والموضوع الثاني هو الأخلاق. فالقرآن المكي يدعو الناس جميعا إلى مكارم الأخلاق يدعوهم إلى برالوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى خلق الله جميعا والشفقة والرأفة والرحمة باليتامى والمساكين والضعفاء والفقراء والعدل مع الجميع والتزام العفة واجتناب الفاحشة والحرص على الخير والبعد عن الشر. بالله عليكم لو أن إنسانا ملأ الله قلبه بالتوحيد وطهر جوارحه عينيه وشفتيه واذنيه ويديه ورجليه وبطنه وفرجه من كل شر وسوء هل يحتاج إلى تكاليف كثيرة؟ لذا فإنك ترى بعد هذا الجمال الباطني والظاهري تكاليف قليلة نزلت بها السور المدنية . إن مشكلتنا ومعضلتنا واضطراب حياتنا وضيق ارزاقنا وتسلط الظالمين الذين لا يخافون الله علينا وضياع هيبتنا وكرامتنا بين الأمم وتكالبهم علينا هي أننا لم نخلص التوحيد لله سبحانه ولم نلتزم مكارم الأخلاق وجميل الفضائل وحميد الشمائل. إنه لا يرضى عن حالنا إلا من قلبه مرض ومن بجوراحه فساد وانحراف وسوء أخلاق. اللهم طهر قلوبنا من الشرك والسنتنا من النفاق وجوار حنا من سوء الأخلاق. ارجو نشر المنشور وجزاكم الله خيرا. المستشار / حمدي الشيوي.