الضربة القاصمة التي تلقتها الولايات المتحدة الأمريكية يوم الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 والتي تم خلالها استهداف برجي التجارة في نيويورك ومبني بنتاجون "وزارة الدفاع الأمريكية" ما زالت وسوف تظل تمثل عاراً لنظام الحكم الأمريكي والقوات المسلحة الأمريكية وجهاز الاستخبارات الأمريكي وقوات الأمن والشرطة الأمريكية لكونها دليلاً دامغاً علي "الخيبة الثقيلة" لأقوي أجهزة أمنية في العالم. حتي بدا الرئيس الأمريكي وقتها جورج بوش الابن كالفأر المذعور عندما ظهر أمام وسائل الإعلام بعد خروجه من المخبأ الذي وضعوه فيه خوفاً من أن يكون هذا اليوم الأسود "11 سبتمبر" هو يوم القيامة علي الأمريكان عقاباً علي جرائمهم التي ارتكبوها في حق شعوب العالم أجمع.
انتظرنا بعد هذا اليوم أن تعيد الإدارة الأمريكية النظر في سياساتها الخارجية تجاه دول العالم بعيداً عن سياسة الغطرسة وكونها الحاكم الأوحد للعالم. ولكنها مع الأسف زادت غطرسة. وراحت تبطش أكثر بمن تراه سبباً أو علي علاقة بسبب وقوع هجمات 11 سبتمبر فحدث ما حدث للعراق. ثم تبعته سوريا وليبيا واليمن ونشرت الإرهاب في العالم. وعندما فشلت في تنفيذ مخططاتها مع مصر رأت أن تحاول المرة تلو الأخري لعل المحاولات تنجح في إحدي هذه المرات. ولكن الله خيب رجاءهم وزادهم "خيبة" علي خيبتهم كلما وجهوا سهامهم تجاه مصر.
والغبي هو الذي لا يتعلم من أخطائه. ولكن الإدارة الأمريكية تصر علي تكرار الأخطاء نفسها. وبالأساليب نفسها رغم أن ذلك ـ كما هو معروف- سيؤدي إلي النتيجة نفسها أيضاً وهي "الخيبة الثقيلة" التي ما تلبث أن تصبح فضيحة بجلاجل تهز أركان أقوي جهاز استخبارات "سي آي إيه" الذي أعلن مسئولوه العام الماضي أن غزو العراق تم بناء علي معلومات خاطئة.!!
لا يمكن التفريق بين دعوات الخروج للتظاهر والثورة علي النظام الحاكم في مصر يوم 11 نوفمبر المقبل وبين الجهود الأمريكية والتركية والقطرية لإسقاط مصر. فما يحدث في سيناء كل يوم وكميات الأسلحة المضبوطة وعدد الإرهابيين الذين يسقطون ـ وآخرهم سقوط 21 إرهابياً أمس الجمعة ـ يؤكد بكل الأدلة أن الدعم المادي واللوجستي لهؤلاء الإرهابيين بلا حدود. فكما قال لي أحد الخبراء العسكريين إنه عند تصفية عدد من التكفيريين في إحدي المرات وجدوا معهم أسلحة ومعدات تكنولوجية لا توجد مع جيوش دول.. فمن أين لهم بذلك؟ ومن صاحب المصلحة في مدهم به؟ ولماذا؟.
أعتقد أنه علي الدولة أن تظهر العين الحمراء لكل داع للخروج والتظاهر يوم الحادي عشر من نوفمبر بدعوي الظروف الاقتصادية. وأن يتم التأكيد علي أن التظاهر يومها سيكون محظوراً وأي خروج علي هذه التعليمات سيكون جريمة تهدف إلي قلب نظام الحكم وإثارة الفوضي ويتم القبض علي مرتكبها فوراً. كما أن المواجهة الحاسمة لأي خروج علي القانون قبل هذا اليوم ستكون إنذاراً شديد اللهجة لكل من يفكر في تعكير صفو الدولة يومها.
أقول هذا وأنا متأكد من أن الشعب وقواته المسلحة وشرطته وجميع أجهزة الدولة لن تسمح بحدوث شئ يؤذي مصر في هذا اليوم. ولن يسمحوا للمؤامرات الخارجية والداخلية بأن تنجح في تحقيق أهدافها. ووقتها ستضاف خيبة جديدة إلي الخيبة الأمريكية التي وقعت يوم الحادي عشر من سبتمبر.