المساء
سامى عبد الفتاح
البدري والأهلي .. الإسماعيلي والعثمانيون
مرة أخري يحصل الأهلي علي هدية ثمينة من فريق المصري الذي فاز علي سموحة 2/1 في الجولة الخامسة من سباق الدوري ليتخلص الأهلي من مزاحمة سموحة علي صدارة الترتيب من بداية المسابقة. وملاحقة الاتحاد السكندري أيضا. والذي خسر في ملعبه وبين جماهيره أمام بتروجت في نفس الجولة. لينعم الأهلي بالقمة لوحده. وبشكل مؤقت. حتي يعود الزمالك للسباق. أو أن يعرقله فريق آخر في الجولات القادمة. وفي نفس الوقت. يستفيد سموحة وزعيم الثغر وأيضا المصري. وربما أيضا ينصلح حال الإسماعيلي الذي يتخبط بشدة.. ومثل هذه الهدايا تلهب سباق الدوري. لأنها تؤكد أن الطموح حق للجميع. وأن الانتصارات تكون من نصيب الأكثر ثباتا. والأقوي إرادة.. ووجود الأهلي علي قمة الجدول ليس شيئا جديدا. فهو حامل اللقب. وأكثر الأندية فوزا بالدرع. وهو نادي القرن. وأكثر أندية العالم فوزا بالبطولات المحلية والقارية.. ولكن الجديد في الأهلي هذا الموسم هو حسام البدري.. الذي أري فيه مدربا قد نضج بخبراته رغم عثراته السابقة. وآخرها مع المنتخب الأولمبي.. إلا أن نقطة إيجابية جديدة قدمها للفريق. وربما لكل المدربين مع الفرق الأخري.. وهي عدم الوقوف أمام حرص كل اللاعبين في إثبات وجودهم. ونيل ما يستحقونه من المشاركة خاصة اللاعبين الصغار السن والذين يملكون موهبة جيدة مثل نيدفيد وصالح جمعة وأجاي. وحتي مع الكبار الذين كنا نظن أنهم يقفون علي أبواب الرحيل من القلعة الحمراء مثل محمد نجيب وسعد سمير وجون أنطوي ورحيل.. فالبدري حريص بشكل واضح علي إعطاء الفرصة للجميع وعدم خسارة إي ورقة من أوراقه مثلما فعل مع أنطوي وجمعة بصفة خاصة رغم حملات الغضب التي اثيرت ضدهما مؤخرا.. فإذا كان هناك عقاب لأي لاعب فالأهم من العقاب إعادة إرشاده وتصحيح مساره خاصة إذا كان يملك موهبة لا يختلف عليها اثنان. فالإصلاح والإرشاد واستعادة الثقة كلها من صفات المدرب القدير الناجح وهذا ما ألمسه من البدري في الجولات الخمس التي خاضها مع الفريق في مسابقة الدوري حتي الآن.. وباستثناء حراسة المرمي فإن كل لاعبي الفريق يجدون فرصتهم في التوقيتات المناسبة بما يفيد الفريق ودون مجاملات للاعب علي حساب ثبات الفريق واستقراره ونتائجه.. ويبقي أن يفهم اللاعبون هذه النقطة الإيجابية عن حسام البدري وأن يكونوا أكثر تعاونا معه خاصة من أخذ الفرصة الآن ومن يسعي لها في المستقبل القريب.. وهذه النقطة الإيجابية أيضا كانت سببا في ارتفاع مستوي أداء كل من محمد نجيب وسعد سمير في الدفاع والسولية في الوسط الدفاعي ونيدفيد في الوسط الهجومي وانفراج أزمة جون أنطوي مع التهديف والمشاركة بشكل أساسي.. ونبقي في انتظار استجابة واجازة صالح جمعة وعمرو جمال ومحمد هاني ومارسيلو.. أما النجم والهداف التاريخي عماد متعب فأعتقد انه قد اتخذ قراره الصعب.
وقبل أن أترك القلم الورق.. لابد أن أشيد بالنجم حسام غالي الذي تخلص كثيرا من شوائب طريقة أدائه.. وكنت قد هاجمته كثيرا بل وطالبته صراحة بالاعتزال بسبب أسلوبه القديم العقيم. ونرفزته الزائدة علي زملائه.. ولكن المتابع له من بداية الموسم الجديد يلحظ اننا أمام نجم كبير بحق وأعرف انني لا أضيف هذه الصفة علي الكابيتانو. ولكني أعيدها له طالما انه يستحقها.. فأصبح أداؤه سلسلا وإيجابيًا وسهلاً إلي حد كبير. وربما يكون قد استجاب لموجات النقد له في الموسم الماضي لأخطاء أسلوبه البطئ والذي كان سببا في استبعاده من المنتخب دون أي قصص خرافية أخري مثل قصته مع أسامة نبيه.. لذلك لزم التنويه والإشادة بالنجم الكبير.
* * *
ومن الأهلي إلي الإسماعيلي.. الذي بان المستخبي فيه بأن مشكلة فريق الدراويش لم تكن في رحيل مجلس أبوالسعود ودخول العثمانيين لقيادة النادي.. وأنا شخصيا أجد أن التغيير كان لابد منه وأن المهندس إبراهيم عثمان خير من يقود النادي في المرحلة الحالية.. ولكن مشكلة الفريق الحقيقية لم تكن في الإدارة بقدر ما هي في الفريق بكامل نجومه وفي جماهيره أيضا التي وقعت فريسة في يد نجوم الفريق.. فجماهير الدراويش يتم دفعها دفعا في الطريق الخاطئ دائما مثلما حدث في الإطاحة بـ "ميدو" وكان الفريق في أفضل حالاته لولا قصة الخلاف مع عبدربه وتم دفع الجماهير أيضا للغضب من التعاقد مع نجم الدراويش السابق أوتاكا لأن راتبه سيؤثر علي تحصيل النجوم علي مستحقاتهم.. وإرضاء للجماهير جاء عماد سليمان ثم أجبر علي الاستقالة.. والآن نجوم الإسماعيلي القدامي يدعون الجماهير لمنع إدارة الإسماعيلي من التعاقد مع مدربا آخر من خارج الإسماعيلية وتنسي هذه الجماهير انها كانت وراء "طفشان" عبدالمسيح عن أول أسبوع.. المسألة محتاجة إرادة حديدية من الإدارة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف