أنا مواطن، زيي زي التسعين مليون اللي اتولدوا علي أرض مصر، شربوا من نيلها واتنسموا هواها.
شفت أيام فرح وشفت أيام كتيرة أصعب، المهم كانت الدنيا ماشية والسلام.
اتذكر جيدا الطوابير اللي كانت تقف قدام الجمعيات، وتسيطر عليها الدلالات من أجل الفوز بفرخة مجمدة، أو كيلو سمك مجمد.. دايما كنت اسمع جملة عبور عنق الزجاجة، ودائما كنت اعبرها ولكن للداخل، وليس للخارج.
سمعت كتير عن ضرورة تحريك الأسعار وسمعت اكتر عن مناخ الاستثمار، وجذب المستثمرين، قرأت وشفت وسمعت عن مشاريع بالمليارات، وقامت ثورة، واعقبتها ثورة اخري وأنا صابر مستني أعبر عنق الزجاجة. لا شفت مشاريع.. ولا شفت مستثمرين.
انا بحب بلدي بكل عيوبها، بحب تراب مصر، وان جارت علي.
انا عارف ان الظروف صعبة، وسوف تزداد صعوبة، انا ماعنديش مانع اكل »نص طقة»، كله صحة، المهم نتحمل مع بعض نفسي اتحمل، وغيري يتحمل »مش انا لوحدي».. انت وأنا نعاني ونشد الحزام.. مش لوحدي.
الحمد لله عندنا وطن آمن، عندنا بيت ودي نعمة كبيرة، وشايف الضوء اللي في نهاية النفق.. بس قرصة الجوع وحشة، الشباب طايش لا يري إلا يومه.
انا عارف اننا في زمن أصعب من أيام الحروب اللي خضناها.. ولكن في تلك الايام كنا جميعا نعاني، يا ريت نتحمل جميعا مع بعض حتي يأتي اليوم الذي نفرح فيه أيضا مع بعض.