مرسى عطا الله
أكتوبر.. نيكسون وكيسنجر يريدان تفسيراً لأسباب نجاح العبور (15)
كان السؤال الذى ألح على ذهن الرئيس نيكسون ومستشاره للأمن القومى هنرى كيسنجر بعد انهيار إسرائيل على جبهة القناة هو ماذا حدث وما الذى تغير فى 6 سنوات وقد تولت مجموعة الطواريء التى شكلتها واشنطن مهمة البحث عن إجابة لهذا السؤال.
وكان الجواب هو: إن إسرائيل لم تتغير بل إنها ازدادت قوة وغرورا بفضل الدعم العسكرى الأمريكي.. ولكن المصريين هم الذين تغيروا نتيجة حجم التغييرالذى حدث فى مصر منذ لحظة إعادة بناء القوات المسلحة المصرية عقب نكسة يونيو 1967.
وأشار التقرير الأمريكى إلى أن شباب مصر الذين انخرطوا فى سلك العسكرية المصرية بعد هزيمة يونيو 1967 ومعظمهم من حملة المؤهلات كانوا أحد ملامح التغيير الذى أدى إلى سرعة استيعاب برامج التدريب على الأسلحة الإلكترونية المتقدمة.
وهكذا وعلى عكس كل التوقعات تمكنت مصر فى 6 سنوات فقط من إعادة بناء جيش يقدر على منازلة إسرائيل وإلحاق الهزيمة الاستراتيجية والتكتيكية بها فوق مسرح عمليات حقيقى وليس فى ساحة تدريب ومناورات وفى يوم تاريخى مشهود تقول ملفاته ووثائقه إن المصريين حطموا كل المستحيلات.
وحقيقة لابد أن نفخر بأن أهمية ما حدث يوم 6 أكتوبر أنه نبه إسرائيل ومعها أمريكا إلى الحقيقة التى غابت عنها فى ظل غشاوة الوهم بالتفوق المطلق بعد حرب يونيو 1967.. وفى حين نجحت حرب أكتوبر فى تحطيم نظرية الأمن الإسرائيلى التى كانت ترتكز على قدرة إسرائيل وتفوقها بما يمكنها من فرض إرادتها فإن حرب أكتوبر نجحت أيضا فى أن تثبت قدرة المصريين على تحدى التفوق الإسرائيلى وتحقيق المفاجأة.
لقد فرضت الحقائق الجديدة للحرب نفسها على إسرائيل وحتمت عليها سرعة التعامل مع هذه الحقائق وأهمها الخروج من وهم التفوق المطلق.
وغدا نطالع صفحات جديدة